الدروس المستفادة هي القاعدة الاتصالية، التي يبحث عنها وفيها المختصون في الإعلام والاتصال، ويركز أهل الاختصاص الاتصالي على تلك الدروس حتى في أصغر المناسبات، فالنشاط الناجح لا تقف حدود نجاحه عند التخطيط والتنفيذ، وإنما تتعدى لما بعد ذلك. فكيف ستكون الدروس من قمم ثلاث، وفي عالم مليء بالضغائن والأحقاد، وتم اختيار الزمان والمكان لتجاوزها؟ نعم، فقد تباينت المواقف من القمم الثلاث، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك. وكم كان لحضور قيادات عالمنا العربي والإسلامي يكشف هذا التباين الذي سر الصديق وأغاظ العدو. ففي هذه القمم، لم يعد هناك مجال لدبلوماسية الحياد مع من يتخندق مع عدو الأمة، فاليوم العداء تجاوز الظاهرة الصوتية، التي عرفناها عقودا في عالمنا العربي، وتحولت تدريجيا إلى صناعة أذرع جديدة لأخطبوط الإرهاب الإيراني الممتد في عديد من العواصم العربية. وإذا كان من يظن أن التمدد الإيراني في إفريقيا وأميركا الجنوبية هو من باب الدبلوماسية وتعزيز التعاون، فتُعمى عيناه عن حقيقة تكوين الميليشيات المسلحة، التي ستكتوي بها طبعا تلك الدول قبل غيرها، مثل ما هو حاصل في عالمنا العربي. إيران لديها مصالح، وتعمل على تحقيقها حتى بالتحالف مع الشيطان، وبالتالي على العالم أن يدرك هذا الوجه البشع، الذي تخفيه عبر وكلاء لتنفيذ أجندة الإرهاب ووكلاء لتنقية وجه جمهورية الملالي من بثور الإرهاب، ويجب أن نعترف بأنهم حققوا بعض النجاح، إلى أن تمت المواجهة بعاصفة الحزم والعزم، وبقيادة سعودية من الملك سلمان وسمو ولي عهده، وبتحالف عربي وإسلامي ودولي، وهذا نجاح يفترض ألا يكون ضحية لممارسة بعض وكلاء الولي السفيه. القمم الثلاث عرت القاع من حولنا حتى في محيطنا الخليجي. طابور خامس يتكون بحجة الحياد، ومنظومة تشويه، ومكينة شائعات، ووسائل إعلام وتزييف في منظومة عدائية، دخلت وتغلغلت في منظومة الإعلام الدولي بقصد استخباري أو مصالح، لا يهم الأمر، إن ما يعنينا أن القاع سيبدأ ممارسة لعبته المنتظمة، ورمي ما بداخله من منظومة حقد في كل الاتجاهات، وهنا يحدث الفرق في رسائل المناسبات ورسائل المنظومة؛ ولذا يجب أن تكون قمم مكة ضمن منظومة عمل وليست فعالية تم تنظيمها وانتهت. كل عام وبلادنا وأهلنا في خير وعز وتمكين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وفي ظل قيادة الحزم والعزم لا مكان للمناسبات، وإنما للرؤية والتخطيط، وهذا ما نتوقعه ونتمناه.