يُعد جبل القهر بمحافظة الريث شرق منطقة جازان واحداً من أغرب وأعجب التكوينات الجيولوجية بالمملكة، كما حظيت كهوفه بالكثير من الرسوم والنقوش الثمودية القديمة، وفي الجانب الأسطوري يتناقل الناس هناك قصة ناقة النبي صالح عليه السلام، ويقولون إنها حدثت بهذا الجبل! ويشيرون إلى مواقع بعينها شهدت الأحداث المعروفة التي أشار إليها القرآن في قصة طلب الثموديين من نبيهم صالح عليه السلام أن يخرج لهم ناقة حمراء عشراء وأن تضع حملها أمامهم وهم ينظرون، وذلك لاستحالة الصعود بناقة عشراء وضخمة إلى قمة جبل مقطوع صعد من قاع السهول وتعلق بين السماء والأرض لا يصل إليه سكانه إلا عبر أخشاب وحبال معلقة في الشقوق الصخرية على أطراف الهوات السحيقة. أما في الجانب التكويني وهو أساس موضوعنا هنا فالجبل عبارة عن تكوين ناتج عن دفع عمودي لإحدى قشرات الأرض حتى وصل إلى ارتفاع عالٍ جداً مشكلاً جسماً مستطيلاً له رأسان كرأسي البحر الأحمر بارزان وسابحان في فضاء المكان وتحته هوات سحيقة تحيط بالجبل من جميع اتجاهاته الأربع كما يتضح ذلك على الطبيعة ومن خلال الصور الجوية أيضاً. كما أن جبل القهر أو (زهوان) كما يطلق عليه قديماً ينقسم في مجمله إلى جبلين بتشكيلين جيولوجيين مختلفين.. الجبل الشرقي وينخفض عن الآخر بمقدار 300 متر تقريباً وتكثر في هذا القسم القمم المخروطية أو الحلزونية والصدوع السطحية والعميقة والتي ربما نتجت عن زلزال قوي أدى إلى هذه التصدعات التي تبدوا من خلال خرائط (قوقل) وكأنها خطوط طولية وعرضية كأنما خطت بقلم رصاص على ورقة بيضاء، أعمق هذه الصدوع صدع وادي لجب الذي يصل عمقه إلى السهل التهامي وفيه تكثر الجداول والينابيع المائية والغابات، وهو واحد من أجمل الأماكن السياحية في المملكة. أما الجبل الغربي (الرهوة) المرتفع قليلاً عن نظيره فيتميز هو الآخر بتشكيل جيولوجي غريب فالطبقة السطحية للجبل عبارة عن طبقة من أحجار جيرية بحرية عليها متحجرات وأحافير بحرية كالحلزونيات والطحالب البحرية التي ربما تشير إلى أن هذا الجبل كان يوماً من الأيام في قاع محيط.