أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أن المملكة أدانت كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأنّ تسود قيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الملك المفدى -حفظه الله-، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، أمس الاثنين، في حفل افتتاح المؤتمر الدولي حول "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة"، و"اللقاء التاريخي لإعلان وثيقة مكةالمكرمة" الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي. مفتي لبنان: الجميع مُحتَاجُون إلى التأهل والتأهيل لاستعادة نهج الأمة الوسط وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة: الحمدلله.. والصلاة والسلام على رسول الله أصحاب السماحة.. والفضيلة.. والمعالي الحضور الكريم.. أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأنقل إلى جمعكم المبارك أطيب تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز راعي المؤتمر، وقد شرفني بإلقاء كلمته هذه إلى مؤتمركم الموقر: "يسعدني أن أرحب بكم في أفياء أم القرى مكةالمكرمة، وبركات هذا الشهر الفضيل.. حيث يجتمع شرف المكان والزمان، ولقد حالفكم التوفيق والسداد باختياركم "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة" موضوعا لمؤتمركم الموقر، تلك القيم التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، والتي لا تزال تؤكد سلامة هذا المنهج ودوره في حماية بلادنا العزيزة وتحقيق أمنها ورخائها ومنعتها في مواجهة كافة محاولات اختطاف المجتمع -يمينا أو يسارا- عن هذا الوسط العدل الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، والتأكيد على نقاء الشريعة الإسلامية من كل فكر دخيل عليها، إيمانا بأن الدين شرع مطهر وليس رأيا يرتجل، وأن كل رأي ليس معصوما في المطلق، مع تقديرنا للاجتهادات المسندة بالأدلة القاطعة لعلماء الأمة ومفكريها التي أثرت العلوم الإسلامية والإنسانية. الحضور الكريم، لقد أدانت المملكة العربية السعودية كافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، وواجهتها بالفكر والعزم والحسم، وأكدت براءة الإسلام منها، وطالبت بأنّ تسود القيم العدل المجتمعات الإنسانية كافة، وأخذت على عاتقها العمل على نشر السلام والتعايش بين الجميع، وأنشأت لذلك المراكز والمنصات الفكرية العالمية. وإننا في المملكة العربية السعودية، وانطلاقا من التزامنا بهدي الشريعة في أفقها الوسطي المعتدل، ومن مسؤوليتنا الإسلامية عن قدسية القبلة الجامعة ومهوى أفئدة المسلمين، نجدد الدعوة إلى إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أيا كان مصدرها وذريعته، كما ندعو إلى الإصغاء لصوت الحكمة والعقل، وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال، مع تعزيز ثقافة التوافق والتصالح، والعمل على المشتركات الإسلامية والإنسانية، فعالم اليوم أحوج ما يكون إلى القدوة الحسنة -التي نقدمها نحن المسلمين- والتي تعمل على نشر الخير للبشرية جمعاء، تحقيقا لرسالة ديننا حيث يقول الحق سبحانه: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). شوقي علام: قوى الشر والتآمر تدعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح وفي سياق هذا المؤتمر نقدر الجهود التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي أداء لواجبها الكبير نحو رسالتها الإسلامية والإنسانية، سائلا المولى جل وعلا أن يكلل مؤتمركم بالتوفيق والنجاح، وأن يبارك مساعينا جميعا لما فيه صالح الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إشادة بمكافحة المملكة للتطرف وكان المؤتمر الدولي حول "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة"، بدأ أعماله بكلمة ألقاها مفتي الجمهورية اللبنانية د. عبداللطيف دريان، أوضح فيها أهمية المشاركة في المؤتمر العالميِّ الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان: (قيمُ الوسطيةِ والاعتدالِ في نصوصِ الكتابِ والسنة)، برعاية أبوية كريمة من صاحب المقام السّامي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله. وبين أن هذا المؤتمر العالمي يأتي في رحاب مكةالمكرمة وفيها قِبلة العرب والمسلمين، ومن أرض المملكة العربية السعودية مملكة الحزم والعزم والخير والعطاء، الحريصة والمؤتمنة على القضايا العربية والإسلامية المحقة، بتوجيه كريم ومباشر، من حامي الحرمين الشريفين، الحريص على رفعة وعز الأمتين العربية والإسلامية. وأشاد مفتي الجمهورية اللبنانية بما قامت به المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية في مُكافحةِ التّطرُّفِ العنِيف، مبينا الجميع مُحتاجُون، وبِمُقْتضى سبِيلِ الأُمّةِ الوِسِط، إلى التّأهُّلِ والتّأْهِيل، وهُما أمْرانِ يقْتضِيهِما التّعارُف فلا بُدّ مِنْ أنْ نقبل، وفي ضوءِ الفهْمِ المُتجدِّدِ لِلكِتابِ والسُّنّة، على معرِفةِ مُجْتمعاتِنا وشبابِنا أكْثر، وعلى معرِفةِ العالمِ ومُتغيِّراتِهِ أكْثر. وأكد في ختام كلمته أنّ المطلُوب لِاسْتِعادةِ نهْجِ الأُمّةِ الوسط، والاهْتِداءِ لِلّتِي هِي أقْوم، هُو الاسْتِمْرارُ بِالتّأهُّلِ والتّأْهِيلِ لِنشْرِ البُشْرى: ﴿إِنّ هذا الْقُرْآن يهْدِي لِلّتِي هِي أقْومُ ويُبشِّرُ الْمُؤْمِنِين الّذِين يعْملُون الصّالِحاتِ أنّ لهُمْ أجْرا كبِيرا﴾، وهذا هُو الاحْتِسابُ بِعينِه، أيِ العملُ الصّالِح، مِنْ أجْلِ الأجْرِ جزاء واحْتِسابا. د. العيسى: الأطروحات حول الوسطية والاعتدال بحاجة إلى إبرازها ببيان علمي الإرهاب وراءه قوى الشر والتآمر إثر ذلك، ألقى مفتي الديار المصرية الشيخ د. شوقي علام، كلمة عبر فيها عن الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين- على هذه الدعوة الكريمة، وعلى حسن الضيافة وكرم الاستقبال. وقال: لا يخفى على شريف علمكم أن المقصود بالطائفة المنصورة في الحديث الشريف في أوسع وأرحب وأشمل معانيها ما ذهب إليه الإمام النووي رحمه الله وعبر عنه بقوله (يحتمل أن تكُون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممّن يُقيمُ أمر الله تعالى من مُجاهدِ وفقيه ومحدث وزاهدِ وأمر بالمعروف وعبر ذلِك)، والحق الذي تحمل رايته هذه الطائفة المنصورة هو ما جاء به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من رحمة وخير وسلام وأمن وتعايش للبشرية كلها فالإسلام دين سلام ودين رحمة ودين أمن ودين أمان. وأضاف مفتي مصر: كلنا يعلم ما تتعرض له المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا بل والمنطقة بأسرها، من حملات إرهابية إجرامية وهجمات مغرضة شرسة على الصعيدين الداخلي والإقليمي وهذه الحملات الإرهابية -كما يعلم الجميع- تقف وراءها قوى شر متآمرة، ترفع راية الشر والدمار والإرهاب وتدعم تلك الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح، لذلك فإن الوقوف إلى جانب الحق والخير والوسطية الذي ترفع رايته المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر وكافة دول المنطقة التي لم تتورط في دعم الإرهاب لهو فرض عين وواجب على كل مسلم وهو أيضا واجب أخلاقي ومبدأ إنساني، تدعمه دول المجتمع الدولي بموجب المواثيق والعهود الدولية الداعمة والمؤيدة للخير والسلام وأكد أنه لابد وأن يتجاوز المؤتمر مرحلة كونه مجرد مؤتمر علمي تلقي به مجموعة من الأوراق البحثية بل لابد -وكما عودتمونا- أن تتحول تلك المؤتمرات إلى برامج عمل تلامس الواقع وتناقش قضاياه، وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشكلات والقضايا، وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب من خلال مناقشة الأفكار وتصحيح المفاهيم، مشددا على أنه بات مستقرا لدى الجميع أن قضية مكافحة الإرهاب إلى جانب أنها قضية أمنية فهي قضية فكرية في المقام الأول، ولا أبالغ إذ أقول: إن كل عالم وسطي حر من حملة المنهج الوسطي في العالم الإسلامي لشعر بالمسؤولية الجسيمة، مهما بلغ به الجهد والتعب جراء كل قطرة دم معصومة سفكتها يد الإرهاب الغادرة، وعند كل تفجير يحدث هنا أو هناك في بلاد المسلمين أو غير المسلمين، نشعر بالمسؤولية جاه الشباب الذي غرر به فأفلت من بين أيدينا حتى سقط في شباك الإرهاب الغادرة، ونشعر بالمسؤولية كذلك جاه كل نفس أزهقت، وكل روح طاهرة صعدت إلى بارئها جل وعلا بسبب العمليات الإرهابية الغادرة وهذا الاستشعار بالمسؤولية كان من صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخلقه ومقتضى ولازم رحمته -صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه الله رحمة للعالمين. الأُمّة الوسط بعيدة عن الإفراط والتفريط بعد ذلك، ألقى رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشيخ عبدالله بن بيه، كلمة عبر فيها عن شكره للمملكة على تنظيم هذا المؤتمر، ولفت إلى أن الأُمّة الوسط هي أمة بعيدة عن الإفراط والتفريط وتتميز بالاعتدال في المنهج وبعيدة كل البعد عن الإرهاب بكافة أشكاله وصوره فهي أمة رحمة وعطاء وتضحية وليست أمة تنازع وتنافر. ودعا المجتمعات الإسلامية إلى التمسك بالكتاب والسنة في منهجها الوسطي المعتدل القائم على العدل والحق، معبرا في ختام كلمته عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على كل ما يقدمانه في سبيل نصرة الأمة الإسلامية في جميع المجالات. سحب البساط من مدعي التدين ثم ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. يوسف بن أحمد العثيمين، كلمة رحب فيها بالحضور في أعمال هذا المؤتمر المبارك، الذي يعقد لمناقشة موضوع مهم وهو "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة"، الذي يعتبر من إحدى القضايا التي تشغل الرأي العام في العالم الإسلامي، بسبب موجة التطرف والعنف التي غزت العديد من بلدان العالم الإسلامي في العقود الأخيرة. الرئيس الشيشاني: المملكة كانت وما زالت وستبقى حاضنةً للمسلمين وقبلتهم وشكر د. العثيمين خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، على الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر الدولي المهم والذي يأتي امتدادا واستكمالا لمواقف المملكة الواضحة والثابتة في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، ودعمها المتواصل لكل ما يجمع ويوحّد شمل المسلمين، ويبسط الأمن والاستقرار في أوطانهم، كما توجه بالشكر للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد بن عبدالكريم العيسى على هذه الدعوة الكريمة. وأشاد د. العثيمين بالجهود الصادقة للمملكة العربية السعودية في تعزيز مبدأ الوسطية وتنقية الإسلام من الأفكار المتطرفة الزائغة عنها، مبينا أن المملكة العربية السعودية اتخذت خطوات جريئة وسنت سياسات حازمة وسحبت البساط عن مدعي التدين، وعرّت حجج التشدد، ونزعت الغطاء الشرعي الذي أوهم به المتشددون العوام وأصبحت التجربة السعودية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال محل تقدير دول العالم الإسلامي تستفيد منها وتستنجد بها، لتؤكد بلاد الحرمين الشريفين أنها المرجع الموثوق في كل ما يتعلق بالإسلام، ويلتف حولها علماء الأمة الإسلامية من أمثالكم لتكونوا المرجع في تجديد الخطاب الديني، ومحاربة التطرف ونشر الاعتدال والوسطية، وهي المقاصد الأسمى لاجتماع الأمة وتعزيز السلم والأمن في العالم. الفكر الإرهابي أيديولوجية متطرفة إثر ذلك، ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد بن عبدالكريم العيسى، كلمة أوضح فيها أن الأطروحات حول قيم الوسطية والاعتدال كثرت لكنها كانت ولا تزال بحاجة إلى إبرازها ببيان علمي، يستعرض النصوص ويوضح دلالاتها، ويكشف أوهام أو تعمُّد اجتزائها، و يُبين الأخطاء والمزاعم والشبهات في تأويلها أو التقولّ عليها. وأفاد أنه تم حصر أكثر من ثماني مئة مادة لجماعة إرهابية واحدة أرسلتها عبر مئات الآلاف من الرسائل تلقاها كل مستهدف بها عبر وسائل التواصل والاتصال، وهي مع ضعفها كما هي حال بنيان التطرف والإرهاب إلا أنها ستكون خطرة عندما تصادف عقولا غضة لا تملك سوى العاطفة الدينية المجردة عن الوعي في ظل فراغ ملموس في الاضطلاع بواجب التحصين المتكامل حول العالم في سنين مضت، وحاجة المجتمعات المسلمة في البلدان غير المسلمة لهذا أكثر من غيرها، مشددا على أن الفكر الإرهابي كما لم يقم على قوة عسكرية، بل على أيديولوجية متطرفة، استغلت المشاعر الدينية غير المحصنة فكان من أثر شرورها ومجازفاتها ما أصبح محل اهتمام العالم بأسره. ولفت إلى أن من مفاهيم التسامح ما تدعو إليه حكمة فقه الموازنات والأولويات مع حفظ ثابت الدين كما حصل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية، ومن مفاهيم التسامح ما تدعو إليه قواعد سد الذرائع ولهذا نصوص وأمثلة عديدة لا تخفى، ومن مفاهيمه ما يتولد عن التفريق الصحيح بين ما كان متعلقا بشأن الأفراد وما كان في الشأن العام، فالفتوى فيهما تختلف مع اتحاد واقعتهما في التوصيف، في الوجدان الإيماني يُصدّقُهُ العمل بلا إرجاء ولا تخاذل ولا انهزام، وأيا كان الاصطلاح في تسمية الحُكم الشرعي تجاه بعض الصور فإن النتيجة واحدة، مع استصحاب الوضع اللغوي لكلمة "سمح" والمعاني المركبة منها، ومن قيم وأكد أنه من المهم أيضا فك الارتباط بين الاحتياط والتشدد وبين ما يوصف بأنه تشدد محسوب بالاجتهاد الخاطئ على الفقه الإسلامي وبين التطرف الفكري. إبن بيه: الأمة الوسط تتميز بالاعتدال في المنهج وبعيدة كل البعد عن الإرهاب من حاد عن الوسطية هم المتنطعون ثم ألقى المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، كلمة أوضح فيها أن من خصائص هذا الدين الحق أن يكون دينا وسطا بين الغلو والجفاء، دينا عدلا لا ظلم فيه ولا إجحاف، تتصف جميع أحكامه وتشريعاته بالاعتدال والتيسير بعيدا عن الغلو والعنت والمشقة والحرج. وأكد سماحته أن الأمة التي تدين بهذا الدين حقا هي أمة وسط خيار ليس فيهم إفراط ولا تفريط، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على تقرير مبدأ الوسطية والاعتدال في هذا الدين الذي جاء لهداية البشرية جميعا، وأنه سيبقى دينا صالحا للتطبيق في حياة الناس إلى يوم القيامة، وأن الأمة التي تؤمن بهذا الدين تتصف بوصف الوسطية والاعتدال من بين الأمم الأخرى فجاء في كتاب الله عز وجل أن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أمة وسط خيار بين الأمم. المفتي العام: الدين الحق وسط بين الغلو والجفاء.. عدل لا ظلم فيه ولا إجحاف وأشار الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إلى أنه كان هناك من حاد عن هذا المنهج الوسط قديما وحديثا فإنما هم من المتنطعين الذين أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم هم الهالكون والمنحرفون عن الجادة المستقيمة إما بغلوهم وإفراطهم أو بتفريطهم وتقصيرهم، وقد جاء هذا المؤتمر المبارك الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بعنوان "قيم الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة" لتجلية هذا الأمر المهم وبيانه وتسليط الضوء على خفاياه وتفاصيلها فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين على رعايتهم لهذا المؤتمر، متمنين لهم دوام الصحة والعافية، وأن يجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين. المملكة تعمل على توحيد المسلمين عقب ذلك، ألقى فخامة الرئيس رمضان أحمدوفيتش قديروف رئيس جمهورية الشيشان، كلمة عبر فيها عن شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهْد الأمين -حفظهما الله- على الرعاية الكريمة لهذا المؤتمر، وعلى جهُودِهِم الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين. كما شكر صاحب السموّ الملكي الأمير خالِد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المُكرّمة، كما توجه بالشكر إلى رابطة العالم الإسلامي، وعلى رأسها الشيخ د. مُحمّد بْنُ عبْدالكريم العيسى، هذا الرجل الذي يبذل مجهودات كبيرة. وقال: إنّ الْمُمْلكة العربية السعوديّه تحت قيادة الملك سلمان بن عبْدالعزيز تعمل على توحيد المُسلمين ولمّ شملهم كما ترفع راية مُحارّبّة التّطرّف والإرهاب، وتعمل جاهدة لنشر القيم الإسلاميّة الصحيحة وقد كانت المملكة وما زالت وستبقى إن شاء الله حاضنه للمُسلمين وقبلتهم. العثيمين: المؤتمر امتداد لمواقف المملكة الواضحة في ترسيخ الوسطية والاعتدال ودعا الرئيس الشيشاني المسلمين في العالم إلى الوقوف صفا واحدا مع الْمملكة العربِيّة السعودية، وإلى نبذ الخصومات والنّزاعات وأسباب التُفرّق والتّباغض، مشددا على أننا اليوم بحاجة لأن نتعاون معا يدا بيد وبشكل لا مثيل له في التّاريخ فالله تعالى يدعونا إلى الاتحاد في قرانه الكريم حيث يقول تبارك وتعالى: "واعْتصموا بِحبْلِ الله جميعا ولا تفرّقوا"، ومن ناحية أخرى يجب على كل من يُهاجم المملكة أن يُعرف بأنّها لن تكون وحيدة أبدا بل سيكون معها مليارات المُسلمين الصادقين ونحن أولهم. وأكد رئيس الشيشان أن الإرهاب لا دين له، وإِن الجميع يرفض بشدة كل الاتهامات المُوجْهةُ إلى الإسلام بالإرهاب، ونرفض كذلك الاتُهامات المُوجْهةُ إلى الأديان الأخرى بالإرهاب، داعيا إلى مكافحة ومحاربة الإرهاب هذا الداء الخطير بشتى الوسائل، حرّبا حقيقية لأنّ الإرهابيّين المُجرِمين الْمُتعطشين إلى الدماء لا تنفع معهم إلا ميادين الحرّوب وساحاتُها. الأمير خالد الفيصل والرئيس رمضان قديروف والشيخ عبد العزيز آل الشيخ أمير مكة والرئيس قديروف ورئيس رابطة العالم الإسلامي المؤتمر حمل عنوان «قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة»