من منا لا يستعمل الإنترنت اليوم..! فقد أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومتاحاً للكبار والصغار وجزء مهم في تحريك عجلة التنمية والحياة، ولكن هل تعلم بأن هذه الشبكات التي نستعملها تشكل سطح الإنترنت فقط ولا تمثل إلا نسبة قليلة من شبكات الإنترنت؟ فهُناك ما يقارب نصف الشبكة أو أكثر خفي وغير ظاهر لعموم الناس وهذا ما يسمى بالإنترنت العميق. وهو محتوى الإنترنت الذي لم تتم فهرسته من قبل محركات البحث التقليدية مثل (غوغل) أو (ياهو) وغيرها من محركات البحث، ويشكل الجزء الأكبر من الشبكات العنكبوتية ويسمى أيضاً بالإنترنت الخفي نظراً لأنه خفي عن عموم الناس. يتكون الإنترنت العميق من شبكات مشفرة بأعداد كبيرة تُدار من قبل شركات أو منظمات أو حتى أفراد، البعض منها تم تشفيره وإخفاؤه لأهداف مشروعة تخدم البشرية والعلم واستدامة الأمن والأمان العالمي. أما خطر الإنترنت العميق يكمن في أنه وبالعكس يعطي مساحة لعالم الجريمة، فهو يسمح بإنشاء المواقع التي تعمل على تداول الأموال والمخدرات والتجارة بالأطفال والسلاح وغيرها من الممنوعات وانتهاك الحقوق والخصوصية والأمن من دون الكشف عن هوية وموقع الناشر أو العارض. وهذه المعلومات خطيرة جداً على القاصر فوجب علينا تحذير وتوعية أبنائنا صغار السن الذين يملكهم شغف المعرفة والعلم وسُهِلت لهم وسائل الوصول للإنترنت من الحذر في التعامل مع مثل هذه المواقع المشبوهة، فمحاولة التطفل على هذا العالم قد تعرض الشخص لاختراقات وأنواع غير اعتيادية من الفايروس بالإضافة إلى سهولة وقوعه في فخ سرقة هويته ومعلوماته وانتحال شخصيته وغيرها من الجرائم المتوقعة وغير المتوقعة من هذا العالم. ناهيك عن أن الدخول إلى الإنترنت العميق والتعامل معه بشكل محظور كإنشاء مواقع إرهابية تتعامل مع الأسلحة والمتفجرات أو جعل هذا الموقع أداة لتسهيل الاتصال مع الأعمال الإرهابية أو الدخول للإنترنت العميق بشكل غير مشروع بهدف الحصول على بيانات تمس الأمن الداخلي أو الخارجي للدولة، أو اقتصادها الوطني هو بحد ذاته جريمة إلكترونية يعاقب عليها القانون السعودي في المادة السابعة من نظام الجرائم المعلوماتية بالتالي: يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات وبغرامة لا تزيد على خمسة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ لكل شخص يرتكب إحدى الجرائم المعلوماتية السابقة. في هذا الصدد، التثقيف والتوعية بمخاطر الإنترنت أمر ضروري. فوجب علينا معرفه كيفية التوجيه الجيد لشغف أبنائنا وشبابنا بالعلم والحذر من الوقوع في مخاطر الإنترنت العميق من خلال وعي الوالدين أولاً ومحاولة الازدياد في المعرفة بكل ما يمكن أن يحيط بأبنائهم من مصائد إلكترونية ومن ثم يأتي دور الحكومات في نشر حملات توعوية إرشادية في وسائل التواصل الاجتماعي ومؤثري (السوشيال ميديا ) بالجرائم المعلوماتية والعقوبات التي تلحق بها، وأخيراً حملات تثقيفية في المدارس لإدارة شغفهم فيما ينفع بهم المملكة والعالم أجمع بإذن الله تعالى. * الإدارة العامة لتقنية المعلومات - هيئة حقوق الإنسان