دائماً تُثبت المملكة حرصها على تعزيز وتدعيم العمل العربي والإسلامي المشترك. وفي هذا الصدد لا تتوانى عن اتخاذ ما يعزز هذا الأمر. وقد جاءت الدعوة الحكيمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لعقد قمة خليجية وأخرى عربية في الثلاثين من مايو الجاري بمكةالمكرمة لتؤكد الدور الريادي للمملكة في قيادة العمل العربي المشترك، وحرصها الشديد على تعزيز قدرته لتجاوز الظروف بالغة الدقة التي تمر بها المنطقة العربية بصفة عامة ومنطقة الخليج العربي بصفة خاصة، وذلك من خلال التشاور والتنسيق المشترك للتوصل إلى موقف جماعي موحد يضمن للدول العربية وشعوبها الأمن والاستقرار، ويسهم في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، جنباً إلى جنب مع الاستمرار في مجالات التنمية المختلفة التي تعود على شعوبنا العربية بالخير والرخاء. تأتي هذه المبادرة من القيادة السعودية الرشيدة الحازمة متوائمة ومتوافقة مع النهج الذي تنتهجه المملكة منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله-. ذلك النهج الذي تعيشه المملكة ويسري في دمائها الطاهرة، والذي سار عليه أبناؤه البررة من بعده. نهج يقوم على العمل لصالح أمتنا العربية على الدوام، وليس مجرد شعارات جوفاء تُقال هنا وهناك. نهج لم تكتف المملكة بما قدمته وتقدمه بل ضمنته المادة الخامسة والعشرين من الباب الخامس المتعلق بالحقوق والواجبات من النظام الأساسي للحكم بالنص على حرصها على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة. ولطالما حرصت المملكة على ترسيخ الأمن والسلام في المنطقة، وفي سبيل ذلك يقوم خادم الحرمين الشريفين بهذا الدور الريادي باذلاً كل ما في وسعه لجمع الكلمة وتوحيد الصف وتنسيق الجهود والمواقف. ولا شك أن الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة حالياً تتطلب موقفاً خليجياً وعربياً موحداً في ظل التحديات والأخطار المحيطة بها، وفي ظل الرياح الهوج التي تهدد أمننا واستقرارنا. إن وحدة الصف العربي الآن هي فريضة الوقت؛ لذا فقد جاءت الدعوة الكريمة التي بادر بها مولاي خادم الحرمين الشريفين لتمثل فرصة ذهبية للدول العربية؛ لتنحية الخلافات جانباً، والعمل بكل إخلاص على تحقيق الآمال التي تصبو إليها شعوبنا العربية، ويأتي ذلك عن طريق تعزيز فرص العمل المشترك من ناحية، والتصدي للتحديات والأخطار المحيطة بنا من ناحية أخرى، وذلك عبر موقف خليجي وعربي موحد يضمن لنا جميعاً الأمن والاستقرار والسلام، ويحافظ على ما تم تحقيقه من إنجازات. لقد حان الوقت لمعالجة أزماتنا ومشكلاتنا بالجراحة وليست بالمسكنات، لقد حان الوقت ليعلم الجميع أننا أمام مخاطر وتحديات تهدد حاضر أمتنا ومكتسباتها ومستقبلها، وما قمة مكة إلا محاولة من مولاي خادم الحرمين الشريفين للخروج منها منتصرين.