فنانة تشكيلية ذات طابع خاص وريشة شاعرة، تبحث عن فكرة لم تطأها أقلام الرسامين، لتزرعها في أرض خيالها الخصب وتسقيها بمداد الألوان الزاهية لتشكل واحة جميلة تأسر الألباب.. الفنانة نجلاء الجمعة في هذا الحوار الذي تحدثت من خلاله ل «الرياض» عن بدايتها المبكرة وظروفها الخاصة التي أبعدتها عن المشهد قبل عودتها محملة بأفكار جديدة ورؤى أكثر تطلعا لمستقبل الريشة وأنامل تشكل الجمال في متحف الزمن وفضاء الفن المفتوح.. * نجلاء الإنسانة.. كيف تعرف نجلاء الفنانة؟ ريشتي فكرتها بكر وهمّها جمعي -لا أصنف نفسي كفنانة تشكيلية صرفة، لأني اعتبر الفن أسلوب حياة مكفول للجميع، واعيش بأسلوبي الخاص بعيدا عن التقليدية. * متى بدأ اهتمامك بالفن، وما نقطة التحول في مسيرتك؟ -اهتمامي بالفن بدأ مبكرا وفي سن متقدم من الطفولة حتى ما قبل الدراسة الاولية، وساهم دعم الوالدين وثقافتهم في منحي المزيد من ادوات الرسم والوقت الكافي للاشتغال به ومن ثم دراسته في المرحلة الجامعية كتخصص علمي يدعم موهبتي التي مارستها كهاوية في سالف الوقت. * تقديمك لدورات العلاج بالفن.. يدعو للتساؤل، مما عالجك الفن كرسامة محترفة؟ -لمست اثر الفن بتعديل السلوك على طالباتي مما حمسني لأتعمق بدراسته والقراءة عنه وتطبيقه حتى على حياتي ونفسي واستخدمه لتفريغ الطاقة السلبية. طبعا انا بطفولتي تعرضت لموقف ترك عندي فوبيا بعض الحيوانات وطبقت العلاج بالفن مع كورسات اخرى وكان له اثر كبير في التعامل معها بشكل طبيعي لاحقا. * مشاركات متعددة في معارض ألوان ولمسات والمبادرة الوطنية بالبجيري ومعرض الملتقى الخامس.. ماذا اضافت لك وماذا اضفتي لها؟ * للمعلومة أقمت معرضي الشخصي الاول عام 2002 بعنوان «الرؤيا الواعدة»، تلاه انقطاع لظروفي الخاصة ومن ثم عدت لأشارك نخبة من الفنانين كان لي الشرف بالمشاركة معهم في هذه المعارض والمبادرات وبلا شك انها اضافت لي الكثير من خلال الاحتكاك باسماء تشكيلية كبيرة صقلت موهبتي وزادت من رصيد خبرتي، واتمنى ان اكون اضافة مميزة لاي نشاط فني لاسدد ولو جزءا بسيطا من افضال الوطن علي كمواطنة سعودية من خلال ريشتي وفكري. * «الفنون التشكيلية» من أهم المكونات التعبيرية لرؤية وانفعالات الفنان.. كيف تصفين أهم الانفعالات التي قادتك لأعمال تعبر عنك وعن فكرك ورؤيتك؟ * من المدارس الفنية الكثيرة المدرسة «التعبيرية» ورغم انني لست مع التصنيفات الا انها مدرستي المفضلة، كوني ارى ان الفن تعبير عالمي يصل الى اصقاع العالم بلا مترجم، ولا ينقصر على كونه حرفيا وتصويريا، انما لابد ان يحمل رسالة او يضيف شيئا جديدا. واسعد دائما ان تصل مشاعري الى الاخر من خلال الريشة كونها تحمل همي وفكري واهتمامي ورأيي في ان واحد وهذا ما تم بالفعل في الكثير من اللوحات التي استثارت اهتمام نقاد وتشكيليين من مناطق مختلفة. * يلاحظ بكورية الفكرة في اغلب لوحاتك واعمالك.. ما هو الاسهل الفكرة أو تصويرها بالريشة واقعاً؟ * أصالة الفكرة وجدتها تشكل نصف جماليات اللوحة، دائما احاول ان اتفوق على نفسي وأطور من موهبتي بالتفكير قبل الشروع الفعلي في التنفيذ، وهذا ما حدث بالفعل في «طاولة الكيرم» و»العود المضيء» والذي اهديته الى الفنان رابح صقر، وهذا عبء اساسي وليس اضافيا بالنسبة لي، ولذلك ارى الفكرة البكر هي الاصعب اما الرسم فيمكن إتقانه بالممارسة والتدريب. * برزت المرأة في الكثير من المجالات الابداعية، كيف تقيمين ظهورها في مجال الفن التشكيلي؟ * متفائلة بأن المرأة السعودية رائدة ومتميزة بشتى المجالات خصوصا بعد تمكينها والاعتماد عليها كشقيقة للرجل في البناء والنهضة التنموية، وفي مختلف الفنون بشكل عام ومجال الفن التشكيلي بشكل خاص. وقد عبرت عن شيء من هذا في لوحة تحمل رؤيتي، وتم اختيارها من المرصد السعودي لمشاركة المرأة في التنمية التابع لجامعة الملك سعود. * الى أي مدى أنتِ راضية عن ما حققته المرأة السعودية في المجال الفني؟ * رغم انه كانت هناك معوقات أخرت من تقدم المرأة السعودية في مجال الفن الا ان اسهاماتها تجاوزت الظروف ولازال الجميع في شوق ليتعرف على رؤيتها الفنية الخاصة. * كيف تعلقين باختصار على: * اللوحة الأقرب إلى قلبك؟ لوحة تجاعيد * خطتك المستقبلية في الرسم؟ المشاركة العالمية * ماذا ستكون نجلاء لو لم تكن فنانة؟ مصممة ديكور * إجابة أخيرة لم تسألي عنها؟ أولا، هناك مبادرة تطوعية غير ربحية انوي القيام بها وهي عبارة عن دورات في الرسم للمبتدئين. ثانيا، كل الشكر لجريدة الرياض لإتاحة هذه الفرصة ولدعم فناني وفنانات الوطن. لوحة تجاعيد لقطة تجمع نجلاء الجمعة بالأستاذ عبدالله الكناني والفنان رابح صقر