حملت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الموجهة إلى الشعب السعودي وعموم المسلمين في العالم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك - التأكيد على حرص المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين بما "أنعم الله عليها بأن جعلها محضن الإسلام بانطلاق رسالة الإسلام من أرضها، واختصها بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وتوفير أفضل الخدمات لهم، والاعتزاز والفخر بهذا الشرف العظيم، وأن يعينهم الله - عز وجل - على بذل الغالي والنفيس للإسلام والمسلمين". والواقع المشاهد يؤكد اهتمام الدولة البالغ بتسخير كل الإمكانات للمسلمين القادمين إلى الحرمين الشريفين في توفير سبل الراحة لأداء مشاعرهم الدينية في يسر وسهولة وأمان. وتضمنت كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز "أن السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة، أخذت على عاتقها خدمة الإسلام والقضايا الإسلامية، وكل ما يسهم في نشر الدين الإسلامي، وبعيداً عن كل ما يشوه صورته الحقيقية التي جاءت بها الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم. وأنها مستمرة تدعو إلى الحفاظ على الصورة الوضاءة التي يتحلى بها هذا الدين الحنيف من تسامح واعتدال ووسطية". وتوضح تلك الكلمات موقف الدولة الواقعي بمنظور فقهي وشرعي وعقدي متوارث عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون والسلف الصالح في بذل المال وتسخير أقصى جهد لنشر الدين الإسلامي بصورته الحقيقية كدين عدل وسلام، ويحقق كرامة الإنسان ومجتمعا متراحما، ويحث على المساواة بين كل الأعراق والأجناس، وليس في دين آخر أو أمة غير الإسلام لتكون بتلك الصفات التامة، وتطبقه السعودية في كل شؤون الحياة وفق ما حث عليه كتاب الله وما ورد في سنة نبيه. وشددت الكلمة على أنه "بعدما ابتلي العالم بآفتي التطرف والإرهاب، انبرت السعودية متصدية لهما بكل قوة وعزم، داعية إلى الحوار والبعد عن العنف وتجفيف منابع الإرهاب واستئصاله من جذوره". ومن هذه الجملة لا يخفى على الجميع دور السعودية في مواجهة التطرف والإرهاب لحماية المجتمع والوطن من شروره، والتعاون مع المجتمع الدولي في التصدي له عالمياً، وتمكنت بفضل الله ثم رجال الأمن من مواجهة أخطاره والانتصار على زبانيتهم. والتقليص من نفوذه بعمليات أمنية استباقية قضت على مخططات إرهابية وشيكة التنفيذ، كانت ستؤدي إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية فادحة، وألقت القبض على رؤوس الفتنة وأتباعهم ممن غرر بهم لينالوا عقابهم الشرعي العادل. وشملت الكلمة دعوة من ملك محب لإخوانه المسلمين، مذكراً لهم أن الله جعل من شهر رمضان موسماً للخير والبركات، موصياً بقوله: "علينا اغتنامه بالتقرب إلى الله. بتقديم الأعمال الصالحة. وإحياء هذه الأيام والليالي بالاجتهاد في العبادة. فقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة في رمضان أكثر من سائر أيام السنة". وعلينا تذكر هذه الكلمات الأبوية، ونغتنم كل لحظة في أيام وليالي هذا الشهر الكريم، ونخصص أغلب الوقت في العبادات والسخاء بأعمال الخير والدعوات الصالحة للملك سلمان وولي عهده والوطن الغالي.