يعرف القاموس الإنجليزي الإبداع بأنه نشاط إنساني يقدم معارف أصلية أو أفكاراً بشكل متكرر، من خلال مجموعة من البيانات لتقديم نتائج متفردة. أما ألكسندرو روشكا فيعرف الإبداع في كتابه "الإبداع العام والخاص" بأنه "النشاط أو العملية التي تقود إلى إنتاج يتصف بالجودة والأصالة والقيمة من أجل المجتمع". ويتميز المبدعون عادة بروح الاكتشاف وحب الاستطلاع والفضول، وبأنهم لا يحبون الحلول الجاهزة أو الروتين في كل ما يقابلهم من مشكلات أو عقبات. ونلاحظ أن الموهوبين وخاصة المبدعين يميلون إلى البحث الجاد واكتشاف الجديد الذي يحدث دائماً دون أن نلاحظه. لقد اخترع توماس أديسون المصباح الكهربائي لأنه كان يتساءل دائماً: لماذا يضيء السلك عندما يسخن؟! ومع ذلك فلم يتوصل أديسون إلى اختراعه إلا بعد إجراء مئات التجارب العلمية. إن الإبداع موجود داخل كل إنسان، لكنه يمكن أن يضمحل أو يتلاشى إذا لم يتم استثماره وتنميته بشكل مستمر. والموهبة التي يتميز بها المبدع تحتاج إلى تنمية واستثمار وتوظيف، حتى يمكن أن تصبح شيئاً مميزاً لذلك الشخص، الذي يمكن أن يبدع في المجال أو الحقل الذي اختاره. ويضاف إلى ذلك البعد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي في المجتمع، والذي يحفز المبدع إلى مزيد من الإبداع. ومن أجل تشجيع الطلاب المبدعين وتنمية مواهبهم لابد من إعطاء الطفل الحرية في التعبير عن ذاته من خلال اللعب، وممارسة ما يحبه، مع تهيئة البيئة المناسبة له. وفي مدارسنا لابد من تشجيع الإبداع من خلال عدة أمور أذكر منها: * مساعدة الطلاب وتشجيعهم على عرض إبداعاتهم، سواء كانت أبحاثاً ميدانية أو كتابات أو رسومات أو أعمالاً يدوية.. إلخ في إطار الأنشطة المدرسية، وذلك للتعبير عن أفكارهم وإبراز مواهبهم. وأقترح أن يخصص مكان بارز في الفصل يسمى "فضاء الإبداع". وسوف نلاحظ أن الجميع من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات سوف يسارع لإنتاج أو عرض أفكارهم المميزة. وسوف يكون على المعلم أو المعلمة تشجيع كل الآراء والأفكار والمبادرات، وتقديم النصائح لتحسينها أو تطويرها بشكل جيد. * مساعدة الطلاب على إبراز العلاقة بين المفاهيم والمعارف والمهارات بالحياة العامة والواقع الذي يعيشونه. * على المعلم أو المعلمة أن يشعر الطلاب أن أفكارهم وإنتاجهم في الفصل تمثل قيمة كبيرة ونوعاً من أنواع الاختراع أو الإبداع والابتكار. إن الطلاب والطالبات بحاجة فعلاً إلى تشجيعهم على الإبداع وتحفيزهم، وتقديم الدعم العاطفي الذي ينمي الإبداع، ويعزز الثقة بالنفس.