"رفع سقف الطموح لقطاع الخدمات المالية، ينبغي ويتطلب رفع سقف الطموح لكافة المشاركين في القطاع"، هذه العبارة وردت في كلمة معالي رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية محمد القويز في "مؤتمر القطاع المالي" في دورته الأولى، الذي اختتم أعماله بالعاصمة (الرياض) الأسبوع الماضي، واستمر يومين. فقد استوقفتني كلمة معاليه كثيراً، خاصة أنها حددت المطلوب في المرحلة المقبلة، وربطته بتحقيق الآمال والتطلعات المرجوة في رؤية 2030. ولكن أكثر ما لفت نظري في كلمة معاليه، "برنامج تطوير القطاع المالي"، وأن الفكرة من ورائه هي نقل قطاع الخدمات المالية من مرفق يخدم موطني البلد فقط، إلى أحد المحركات الفاعلة لتعزيز التنافسية في الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل فيه، واستشهد معاليه، بالقفزة التي حققتها المملكة في مجال الحوكمة، وانتقالها من المرتبة 63 في العام 2016 م إلى المرتبة السابعة عالميًا، في مؤشر حماية أقلية المساهمين ضمن تقرير ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، وأيضا الإنجازات التي تحققت على مستوى القضاء، ومنها مبدأ الدعوى الجماعية لحماية الاستثمارات والمستثمرين، وضمان الحصول على التعويضات، وتقليص مدة القضايا المالية من 22 شهرًا قبل عامين، إلى أقل من 10 أشهر في الوقت الحالي. وبحكم عملي في القطاعات المالية التي تعمل تحت مظلة هيئة السوق المالية، فقد شهدت خلال الفترة الماضية حزمة من الإنجازات النوعية، أذكر منها -على سبيل المثال- تعديل اللوائح والتشريعات لمواكبة متطلبات المرحلة الراهنة، وتطوير المنتجات الاستثمارية، وأعتقد أن العاملين في مجال الالتزام والمطابقة، يدركون حجم التغيير والتحديث الذي طرأ على اللوائح في المجال الاستثماري، ليس هذا فحسب، بل لمست أيضا حجم الطموحات والخطط والبرامج الموجودة لدى مؤسسات القطاع المالي، رغبة منها في التغيير لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة، وهذا الأمر، سبق وأن تطرقت إليه في مقالات سابقة. جميع المؤسسات والقطاعات المالية العاملة تحت مظلة هيئة السوق المالية، تدرك أهمية المرحلة الراهنة، وأهمية أن يكون لديها الطموح والرغبة الحقيقية في تطوير الإمكانات وتعزيز القدرات، خاصة اذا ما علمنا أن هذه المؤسسات لديها الكفاءات البشرية العاملة في القطاع الاستثماري، الذين لديهم "الهمم"، ومن قبلها "الخبرة"، الكفيلة بدفع مسيرة القطاع إلى الأمام. وعندما يأتي الدور للحديث عن الطموح، فبالتأكيد تحضرني مقولات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لشعبه العظيم: "طموحنا عنان السماء"، و"همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض"، وتؤكد لنا مثل هذه المقولات الصادرة من القيادة السياسية بأن الطموح أهم محفزات التغيير، للانطلاق نحو المستقبل، من أجل غد أفضل، يحمل الخير للجميع.. وغداً سنرى طموحاتنا على أرض الواقع.