تعد عملية تكميم المعدة عن طريق المنظار إجراءً جراحياً أُخِذت فكرته من عمليات تحوير المعدة ذات النطاق العمودي. حيث إن أول من وصفها كان الدكتور مارسو (Marceau) في ورقة علمية نُشرت في عام 1993 كجزء من عمليات تحويل وربط البنكرياي مع مفتاح الاثني عشر (biliopancreatic procedure). زاد عدد عمليات التكميم بشكل كبير على مدار العقد الماضي. فهى تعتبر الإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم لعلاج البدانة. كثير من الباحثين والأطباء والمرضى أنفسهم يتساءلون عن الوضع الصحي بعد زمن من إجراء العملية. ويأتي السؤال في شقين: الأول عما يحدث للمريض من ارتجاع العصارة المعدية للمريء وما تسببه من آلام وحموضة، أما السؤال الثاني فهو هل نزول الوزن الذي يحدث بعد العملية مباشرة ثابت وما هى نسبة رجوعه. هناك دراسات حديثة تبحث عن إجابة هذين السؤالين، منها هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة حقائق السمنة في فبراير 2019. حيث فحص الباحثون بيانات تقييم نوعية حياة الأفراد بعد 10 سنوات من عملية تكميم المعدة في دراسة شارك فيها عدة مراكز كان مقرها الرئيس المستشفى الجامعي بالنمسا. قاس الباحثون تحسن نوعية الحياة مع أولئك الذين يعانون منها والذين لا يعانون قبل العملية ونتائجها بعد العملية، وانخفاض الوزن الزائد بنسبة 50 % أو أقل. لاحظ الباحثون وجود فروق غير ذات دلالة في درجات مؤشر جودة الحياة لعلاج البدانة بين المرشحين الذين يقل نزول أوزانهم عن 50 % أو أكثر من 50 % من الوزن الزائد. بينما لوحظت فروق ذات دلالة إحصائية بين من كانوا يعانون أو ممن اختفت أعراض الارتداد عندهم. حيث إنه لقد لاحظوا انخفاض جودة الحياة عند الذين يعانون من ارتجاع سواء فقدوا أكثر أو أقل من 50 % من الوزن الزائد، وهو الأمر الذي يتطابق مع كثير من نتائج الدراسات السابقة. والخلاصة عزيزي القارئ إن كنت تعاني من ارتجاع وسمنة مفرطة فسأل طبيب عن الإجراء الجراحي الأنسب لك ولا تدفعه لعملية معينة لأنك سمعت من زملائك أنه الأنسب وأنهم عملوها وكانت بردا وسلاماً عليهم.