يعد الكرواتي زوران مامتيش من المدربين المميزين والمبتكرين في فلسفتهم التدريبية وتجاربه مع الأندية التي أشرفها عليها كالنصر والعين الاماراتي تثبت ذلك، ولا أرى بأن الهجوم الشرس عليه من بعض الأقلام والجماهير الهلالية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منطقيًا؛ فالهلال كفريق دخل مرحلة الإرهاق وتراجع مستوى أغلب لاعبيه المؤثرين كالبرازيلي كارلوس إدواردو ومحمد البريك ومحمد كنو بسبب تعدد المشاركات والإرهاق والضغط النفسي الذي يتعرض له اللاعب الهلالي طوال منافسات الموسم؛ فاللاعب الهلالي مطلوب منه الصدارة في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين والصدارة في مجموعته بالبطولة الآسيوية للأندية المحترفة وتحقيق بطولة الشيخ زايد للأندية العربية وتحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين، هذا الضغط النفسي الكبير والمهول إضافة لخسارة «الدربي» أمام المنافس التقليدي النصر والإصابات التي لحقت بلاعبين مميزين ويعدون ركائز أساسية ومميزة بتشكيلة أي مدرب كسلمان الفرج وعبدالله عطيف ونواف العابد مما حرم المدرب من الاستفادة منهم بالشكل المطلوب هي عوامل مهمة وحاسمة في تراجع مستوى الهلال كفريق خلال الجولات الماضية والتي بسبب فقد صدارة الدوري وليس لزوران يد في ذلك، بل إن من يتابع مواجهات الهلال خلال الجولات الثلاث الأخيرة الماضية يدرك أن زوران ينتهج سياسة التدوير لنجوم الفريق المؤثرين مجبرًا على ذلك خوفًا من إرهاقهم الذي قد يترتب عليه انهيار الفريق بالكامل في مراحل الحسم لكل البطولات في وقت تتصاعد فيه نفسيات ومعنويات منافسه النصر الذي أعطته صدارة الدوري بعد أن انتزعها من أمام منافسه نشوة أخرى ساهمت في توهج الكثير من نجومه وعلى رأسهم هدافه وهداف الدوري وماكينة الأهداف المغربية النجم المميز عبدالرزاق حمد الله الذي لا يمر لقاء إلا ويضع بصمته ويقود فريقه لانتصار جديد. الجماهير الهلالية إذا أردات لفريقها أن يتماسك ويواصل محافظته على أمله في تحقيق البطولات التي وصل فيها لمراحل متقدمة فإنه يجب عليها الوقوف مع فريقها ومساندته ودعمه ودعم نجومه وعدم المطالبة بإقالة مدرب أثبتت التجارب بأنه يعد من صفوة المدربين المميزين وأصحاب الكفاءة العالية بل المطالبة بإقالة المدرب في هذا الوقت ضرب من الجنون، فعامل الزمن الذي يفصل بين فريقها وختام الموسم لا يمكن أن يسمح بالتجارب والإقالة وإلا فالطيور ستطير بأرزاقها ومن هذه الجولة وعليهم الانتظار للموسم القادم. فاصلة التجارب تقول إن اللاعب المميزين على المستوى الفني والخلقي لا يقتصر تأثيره على نتائج فريقه فقط بل إن الأمر يمتد لما هو أبعد من ذلك حتى يصل للجماهير في المدرجات وخلف الشاشات، فرباعي فريق النصر الأنيق والمتألق بيتروس وجوليانو ونور الدين مرابط وعبدالرزاق حمدالله ساهموا هذا الموسم في نتائج فريق النصر المميز كما ساهموا في تعديل مزاج الجماهير النصراوية المنتعشة للفرح والانتصارات فهنيئا لهم بمثل هؤلاء النجوم.