تصعد رؤية 2030 بتطلعاتها إلى آفاق رحبة، محققة أكثر مما كنا نحلم به، أو كنا نتوقعه في يوم من الأيام، ولعل تدشين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أول من أمس أول طائرة تدريب نفاثة من طراز "هوك" تم تجميعها وتصنيع عدد من أجزائها محلياً بأيادي أبناء الوطن، أكبر دليل على أن المملكة تواصل السير بخطوات مسرعة وواثقة، نحو تحقيق أحلام شعبها، في أن تكون ضمن قائمة دول العالم الأول، متسلحة بالعلم والمعرفة في كل المجالات. رؤية 2030، التي أعدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأعلن عنها سمو ولي العهد قبل نحو ثلاث سنوات، كانت قد وعدت بتطويع واستحداث الكثير من المجالات العلمية محلياً، كما وعدت بنقل التقنيات، وإيجاد أجيال من الباحثين والمخترعين والمبتكرين، واليوم تُحقق الرؤية ما وعدت به، وتُقدم لنا جيلاً من أبناء الوطن، نجح في تصنيع وتجميع الأجزاء الرئيسة من طائرة "هوك" المعروفة في عالم الطيران، وهؤلاء الشباب لديهم مهمة تصنيع وتجميع 22 طائرة من الطراز نفسه، وهي خطوة جبارة، تكاد تكسر احتكار دول العالم الأول لصناعة الطيران، وتؤسس لصناعات "نوعية" داخل المملكة العربية السعودية، وتتيح الآلاف من فرص العمل أمام الشباب السعودي من الجنسين. ومن المعروف أن التقنيات المستخدمة في صناعة هذه الطائرات، متداخلة ومعقدة، وتحتاج إلى تخصصات علمية كثيرة، وهذا ما ينبغي أن تركز عليه مراكز البحث العلمية السعودية في المستقبل، وتستعد له من الآن، بهدف دعم هذه الصناعة "محلياً"، ورفدها بمجموعة من المهندسين والفنيين القادرين على مواصلة الطريق بنفس العزيمة، وتعزيز صناعة الطائرات من جميع الأنواع والاستخدامات، ولعل ما شهدناه، من إقلاع طائرة "هوك" أمام مرأى ومسمع العالم، هو بداية موفقة ومشجعة، على مواصلة هذا الطريق، وتحقيق نتائج ملموسة فيه، وهذا ليس أمراً صعباً أو مستحيلاً، على شباب الوطن، الذين عاهدوا ولاة الأمر، على مواصلة العمل، وبذل الجهد، لتحقيق كل ما احتوته رؤية 2030 من أمنيات ومبادرات، وهذا الأمر يجسد تأكيدات سمو ولي العهد -حفظه الله- الذي أكد أكثر من مرة، أن هذه الرؤية ستقوم على سواعد شباب الوطن.. أما الطموح فهو عنان السماء.