أربع سنوات مرت على نداء الشرعية اليمنية لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية لإنقاذ الشعب اليمني واستعادة سلطته الشرعية جراء الانقلاب الأسود في 21 سبتمبر 2014 الذي أعلن نظام طهران عقبه بساعات أن اليمن أصبحت بيد إيران وتابعة للثورة الإيرانية الخمينية، ليتوجه بعد ذلك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بنداء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ودول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية للتدخل من أجل إنقاذ اليمن وحمايتها من الاحتلال الإيراني عبر أذرعه الحوثية. الحكومة اليمنية: عاصفة الحزم أعظم قرار في تاريخ العرب نداء الشرعية اليمنية جاء واليمن تعيش في وضع بالغ الحساسية، وحرب إبادة تشهنا الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران على المدن والمحافظات التي رفضت القبول بالاحتلال الإيراني، وفي ظل تدهور مريع شمل كافة مناحي الحياة ومعاناة أثقلت اليمنيين وتجلت في نص النداء التأريخي الذي وجهه الرئيس هادي لخادم الحرمين ودول مجلس التعاون والجامعة العربية قائلاً: «اليمن تمر بأحلك الظروف العصيبة في تاريخها بفعل الانقلاب الحوثي، إذ لم يسبق للشعب اليمني المتمسك بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف أن واجه مثيلاً لهذا العدوان الآثم الذي تنفذه الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد، وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة». تضمن نداء الرئيس اليمني قبل انطلاق عمليات التحالف العربي شرحاً موجزاً لجهود السلطة الشرعية التي بذلتها لإيقاف الانقلاب الحوثي، إذ يقول نداء الرئيس هادي في نصه الموجه لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية: «لقد بذلنا الجهود الممكنة لوقف الاعتداءات الحوثية الإجرامية الآثمة على شعبنا، التي تركت جروحًا عميقة في كل بيت يمني، وسعينا بكل ما أوتينا من قوة للوصول إلى حل سلمي، يمكن من خلاله إخراج اليمن من النفق المظلم الذي أدخله فيه الانقلابيون، ويحمي شعبنا من أتون الفوضى والدمار، وللحيلولة دون جر البلاد إلى حرب ستحرق الأخضر واليابس. إلا أن جهودنا السلمية كافة ومساعينا المتواصلة قد واجهت الرفض المطلق من قِبل الانقلابيين الحوثيين الذين يواصلون أعمالهم العدوانية لإخضاع بقية المناطق إلى سيطرتهم». جاءت الاستجابة الخليجية والعربية لنداء الشرعية سريعة، وتُرجمت بعملية عاصفة الحزم التي شكلت قراراً تاريخياً عظيماً ومنعطفاً مهماً أعاد تثبيت موازين القوى لصالح الشرعية اليمنية والمصالح القومية لدول المنطقة وترك أثراً سريعاً في نفوس اليمنيين عبر عنه قادة الشرعية وترجمه الترحيب والتأييد الشعبي الكبير وخروج تظاهرات مليونية في تعز وعدن وغيرها من المدن والمحافظات اليمنية. وفيما يذهب أصحاب الأجندات المشبوهة إلى محاولة تشويه عاصفة الحزم وتحميل التحالف العربي مسؤولية نتائج وتداعيات الانقلاب الحوثي، وإذا كانت أذرع إيران ووكلائها وعناصر اللوبيات الإيرانية التي تسللت إلى بعض المراكز والمنظمات الدولية تسعى جاهدة إلى تشويه عمليات التحالف العربي. بيد أن الحقيقة تتحدث عن نفسها، وقوبلت عاصفة الحزم بتأييدٍ يمنيٍ واسع فور انطلاقها، ووصفها الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي بأنها: «أفضل قرار عربي في تاريخ الأمة العربية وأنه كان قراراً شجاعاً اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو قرار استراتيجي لا ينقذ اليمن فقط بل ينقذ المنطقة ككل من براثن المد الفارسي، فلو كان هناك أي تأخر في اليمن لكانت المنطقة ككل ستدفع الثمن، كما أن هذا القرار سرع في الكشف عن المخطط الفارسي وكشف أوراق إيران أمام جميع دول العالم وألغى الحلول الطائفية في اليمن تماماً». الرئيس هادي وهو المعني بمصالح اليمن وتمثيل الشعب اليمني، قال أيضاً: «التحالف العربي ومن خلال عملياته، لا يدافع عن أمن واستقرار المنطقة العربية فحسب، بل يحمي العالم من أخطر مشروع يهدد الأمن الدولي، ما يحتم عليهم دعم التحالف العربي، لاستكمال إنهاء الانقلاب قبل أن يكتووا بنار إيران ووكلائها، فهذه الدولة المارقة والمتمردة، لن تتوقف طموحاتها عند حد إذا لم يتم استئصال مشروعها في اليمن، وردعها بقوة وحزم لتكف نهائياً عن التدخل في شؤون الدول العربية». نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر هو الآخر وصف عملية عاصفة الحزم وعمليات التحالف العربي بأنها «القرار الذي من خلاله تم انتزاع اليمن من مخالب إيران واستعادتها إلى حاضنته العربية ووضعها الطبيعي في الجزيرة العربية والخليج العربي كما أن عاصفة الحزم ساهمت في دعم الشرعية سياسياً بقرارات دولية وجاءت تنفذ ما اتفق عليه اليمنيون في اليمن من خلال المبادرة الخليجية، علاوة على ما قدمته تلك الدول على الصعد الأخرى الاقتصادية والإغاثية والإيوائية وعلى صعيد استعادة الدولة واستعداداتها تبني ودعم بناء الدولة الاتحادية». وقال الفريق الأحمر: «التحالف العربي بقيادة المملكة أفشل المشروع الإيراني وحافظ على اليمن ضمن أصله العربي وحاضنته القومية والخليجية من خلال عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل بعد أن كادت البلاد أن تصبح ولاية فارسية، خاصة وأنه قد أعلن حينها أحد كبار المسؤولين الإيرانيين في يوم الكارثة والنكبة 21 سبتمبر 2014 بكل تبجح بأن إيران استطاعت إسقاط العاصمة صنعاء العاصمة العربية الرابعة والسيطرة عليها». وبالنسبة لرئيس الوزراء اليمني السابق أحمد بن دغر فإن «عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة استجابة لنداء واستغاثة الشعب اليمني وبطلب من الرئيس الشرعي الرئيس عبدربه منصور هادي جسدت بأبهى صورها المعنى الحقيقي للعروبة والأخوة الصادقة والتلاحم الاستثنائي في مرحلة مفصلية كان المستهدف فيها الهوية العربية برمتها، لصالح المشروع الفارسي التدميري الدخيل على ثقافة العرب». بن دغر وصف عاصفة الحزم بأنها «كانت الرد الحاسم على الانقلاب والتدخل الإيراني السافر وأكد أنها أنقذت اليمن من مصير مؤلم، واستعادت هيبة وأمجاد العروبة مع استشعار الخطر الفارسي الداهم الذي انتحر وسُحق على جدار عروبة اليمن الأزلية، منوهاً بالدعم الأخوي السخي والصادق لدول التحالف العربي لتمكين الحكومة الشرعية من تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وما يقدمونه من إغاثة للشعب اليمني في جميع المجالات».