دأبت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله-، على توفير بيئة تعليمية خصبة ثرية، تشجع على الدرس والتحصيل، وتحث على التفوق والتألق، وتنمي الإبداع والابتكار، وتدعم النجاح والتميز. وقد جاءت رؤية المملكة 2030 وبرامجها التحولية بقيادة مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تتويجاً عملياً لهذه المفاهيم. وفي هذه البيئة، وُلِدَت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة عام 1425ه، وطفقت تتطور عاماً بعد آخر حتى أصبحت إحدى الجوائز التي يشار إليها بالبنان على مستوى المملكة، وغدت صرحاً شامخاً من صروح الدعم المادي والمعنوي، ورافداً قوياً من روافد التفوق والإبداع، وينبوعاً صافياً من ينابيع الخير والعطاء، ودوحة وارفة يتفيأ ظلالها المتفوقون والمبدعون والمتفوقات والمبدعات من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد كانت لهذه الجائزة الريادة والتميز؛ حيث جمعت بين تشجيع العلم والتفوق، وتحقيق التكافل الاجتماعي، ودعم الحراك الثقافي والتربوي، إذ تفردت بالتركيز على إبداع وتفوق الأفراد ذوي الإعاقة، وهي تسهم في تنشيط العمل التوعوي والثقافي والتربوي في كل ما له علاقة بذوي الإعاقة، ويسهم في خلق مجتمع أكثر فهماً ودعماً لهم. وتحرص الجائزة على توسيع نطاق عملها ليشمل كل المدن والقرى، إضافة إلى سعيها نحو المساهمة في الارتقاء بالخدمات التعليمية والتربوية المقدمة للأفراد ذوي الإعاقة، من خلال توفير الوسائل التعليمية والمعينات لذوي الإعاقة أنفسهم أو للبرامج والمعاهد التي يدرسون فيها، وذلك في إطار التكامل بين الجهات الحكومية والأهلية والخيرية. وقد أُنشئت هذه الجائزة كمشروع خيري رائد في بلادنا الغالية، يُعنى بتشجيع المتفوقين من طلاب وطالبات التربية الخاصة، وإبراز قدراتهم وإبداعاتهم على مستوى المملكة، ما حفز أفراد تلك الفئة على المنافسة للفوز بالجائزة مع تزايد سنوي في عدد الترشيحات، حيث وصل عددها في هذا العام إلى 710 مرشحين ومرشحات، وسيتم هذا العام تكريم 40 فائزاً وفائزة كما جرت العادة في كل عام، وبنهاية هذه الدورة سيصبح عدد الفائزين والفائزات في دورات الجائزة الماضية 600 فائز وفائزة. وتساند الجائزة في كل دورة مجموعة من البرامج والأنشطة التي تنظمها سنابل الجائزة، أو تشارك فيها، أو تدعمها مادياً بالتعاون مع القطاعات العلمية والخدمية المختلفة من حكومية وأهلية وخيرية، وذلك لتوعية المجتمع بخصائص ذوي الإعاقات المختلفة، وكيفية التواصل معهم، والتعريف بقدراتهم كأشخاص فاعلين ومنتجين في مجتمعهم. وفي إطار اهتمام أسرة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان -رحمه الله- بالجائزة، والعمل على تطويرها، والارتقاء بمستوى أدائها، فقد كلفت فريقاً علمياً بإجراء دراسة موثقة تهدف إلى معرفة آثار الجائزة على الفائزين بها وأولياء أمورهم. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة، أن للجائزة آثاراً نفسية واجتماعية عظيمة على الفائزين بها وأولياء أمورهم؛ إذ إنها تعمل على رفع المعنويات، وتحفيز القدرات والإمكانات، وتساعد على تطوير الذات. وبمناسبة حفل الجائزة الخامس عشر، فإنني أجدها فرصة طيبة لأتقدم بخالص الشكر، ووافر التقدير، وعظيم الامتنان لأسرة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان -رحمه الله- على العناية والرعاية والاهتمام والدعم غير المحدود الذي تحظى به الجائزة من لدن هذه الأسرة المباركة، والشكر موصول أيضاً للجان الجائزة التي تعمل ليل نهار من أجل إخراج الجائزة بالصورة التي تليق بمكانة بلادنا الحبيبة، كما يسعدني ويشرفني أن أرفع أحر التهاني، وأطيب الأماني، وأجمل التبريكات لأبنائنا وبناتنا الفائزين بالجائزة لهذا العام وأسرهم والعاملين معهم، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح. *عضو مجلس الشورى، المشرف العام على الجائزة