التقى فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، عددًا من القيادات الدينية في الجمهورية اللبنانية، في ختام برنامج المركز للزمالة الدولية في المنطقة العربية، الذي أقيم في العاصمة اللبنانيةبيروت خلال الفترة 24 - 29 مارس 2019م. وقد بدأ برنامج لقاءات القيادات الدينية بزيارة لمعالي الأمين العام للمركز، يرافقه المتدربون في برنامج مركز الحوار العالمي للزمالة الدولية، لقداسة البطريرك آرام الأول كشيشيان بطريرك الكنيسة الأرمنية، الذي رحب بمعاليه والمشاركين في البرنامج، وقال: لقد كونا لجنة لتقويم المركز، برغم شهادتي المجروحة فيه، وتوصلت اللجنة إلى أن المركز، يقدم عملاً حقيقيًا ومميزًا عميقًا وليس سطحيًا ولا أنسى أنه من أول المؤسسات التي طرحت المواطنة المشتركة، ولديه جدية كبيرة بعكس المنظمات الحوارية الأخرى، التي أصبح تواجدها رتيبًا ونمطيًا. كما زار معاليه والوفد المرافق، صاحب الغبطة، البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي أشاد بمسيرة عمل المركز، الفريدة من نوعها، واكتسابه ثقة كبيرة، مستذكرًا انطلاقة المركز، وكيف كان يرى أحلام القائمين عليه، في تحقيق التعايش والسلام، والإصرار من خلال اللقاءات على تفعيل العمل ونشر التعددية واحترام الآخر، مشيرا إلى أن برنامج الزمالة الدولية يعطي تصورا بأن المركز يصنع عائلة تكبر مع الوقت من خلال الاستثمار في الأفراد وجعلهم سفراء لبلدانهم، وهذا التنوع الذي نراه في المشاركين مهم، مقدمًا شكره للقائمين على المركز؛ لأنهم يخبرون العالم عن تعريف الطوائف والمذاهب وأهمية العوامل المشتركة بينهم. وأوضح البطريرك الراعي أن هناك حاجة ملحه للمسيحي لإبراز الدور الحقيقي للمسلم، وأيضاً حاجة ملحة للمسلم لإبراز الدور الحقيقي للمسيحي، مشددًا على ضرورة الإيمان بالاختلاف للعيش سوياً بحفظ الحقوق والمقدرات. وفي ختام برنامج الزيارات التقى معالي أمين عام مركز الحوار العالمي والمشاركون في برنامج الزمالة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، فضيلة الشيخ نعيم حسن، الذي رحب بهم وأكد أن هذه الزيارة من قبل مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يمثل أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أنه اطلع على أوراق العمل في برنامج الزمالة الدولية، موجهًا نداؤه إلى المشاركين وإلى الجميع في الوطن العربي، أن يكون حب البركة والسلام والمحبة بين جميع شعوب العالم، وقال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز: إن الله خلق الإنسان أشرف المخلوقات وسخر له جميع الموجودات ولكن عليه أن يغمر قلبه بالإيمان، وأن يحمد الله ويعبده، ومن عبادة الله حسن المعاملة بين الأخوة والبشر عموماً. من جانبه شدد معالي الأستاذ فيصل بن معمر أمين عام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، على ضرورة تضافر الجهود من أجل تعزيز ثقافة الحوار والعيش المشترك واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشتركة، مؤكدًا على أهمية أن تترجم تلك النيات الحسنة والمجهودات الكبيرة إلى برامج عملية تؤهل الشباب والفاعلين في المجتمع لإدارة حوارات مجتمعية وتنفيذ مبادرات لترسيخ الحوار والعيش المشترك وبناء السلام في المنطقة العربية والعالم أجمع، مشيرًا إلى أن المركز العالمي للحوار (كايسيد) اطلق في مؤتمره الدولي العام الماضي في فينا المنصة العربية للحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحين في المنطقة العربية والتي انطلقت برامجها المتنوعة قبل الإعلان الرسمي عنها حيث شملت برامجها عدة مسارات أولها برنامج الزمالة العربي والذي نحتفل خلال هذه الزيارة بتخريج دفعته الثالثة والذين يبلغ عددهم 32 زميل وزميله من ثمان دول عربيه وبلغ عدد خريجي برامج الزمالة الخمسة في العالم 276 من 44 دوله وكذلك تعزير دور شبكات التواصل ومنها شبكة الكليات الدينية الإسلامية والمسيحية والتدريب على شبكات التواصل الاجتماعي وقد تضمن برنامج كايسيد مع أعضاء الزمالة العربي زيارة المؤسسات الدينية والالتقاء بالقيادات الدينية لتبادل المعرفة والخبرة معهم حول البرامج التي تطبق لترسيخ الوسطية والاعتدال من خلال العيش المشترك واحترام التنوع تحت مظلة المواطنة المشاركة ومن أجل تحصين المجتمعات من التطرّف والكراهية. ووجه ابن معمر شكره وتقديره لجميع أعضاء المنصة العربية للحوار والتعاون الذين تمكن من لقاؤهم وكذلك إلى سماحة مفتي لبنان الشيخ الدكتور عبداللطيف دريان والشيخ علي الأمين اللذان كانا في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في موسكوا وتم مشاركة مساعديهم في حفل تخريج برنامج الزمالة العربي.