في إدارة الحياة قوانين كثيرة تجعل العيش فيها مريحاً والتعامل مع متبايناتها ممكناً والتأقلم مع متغيراتها متاحاً! وفي عالم المشكلات بشكل أكثر خصوصية يتسنى التعامل مع تفاصيلها بخبرة وحنكة لأولئك الذين منحهم الله الحكمة وهيأ لهم أسبابها. ومن أهم هذه القوانين تحجيم المشكلة، والنظر إليها على أنها صغيرة الحجم محدودة الأثر، هذا لا يعني البتة تجاهلها أو نسيانها أو تركها تعيث فساداً؛ ولكن إعطاءها القدر المناسب الذي يخفف رهبتها ويساعد على التعامل معها بطريقة صحيحة دون أن تعطل المرء عن إكمال مسيرة الحياة بتفوق ونجاح. وفي حال كانت المشكلة كبيرة فيجب تفكيكها وتجزئتها إلى أجزاء صغيرة جداً جداً فإن ذلك يسهل التعامل مها بمهنية واحترافية عالية. إن القيادة الناجحة هي التي تتعامل مع المواقف المختلفة بمهنجية واضحة، ورؤية سليمة، واستراتيجية مدروسة سواء كانت قيادة أسرية أو تربوية أو مؤسسية أو أعلى من ذلك أو أدنى. فالوصول إلى هذا المستوى المميز من التعامل الإبداعي مع المشكلات يخفف الاحتقان في المواقف المختلفة، ويهدئ الضغط على المفاصل المؤثرة في انسجام الحياة واكتمال مسيرتها. إن أهم وأول خطوة في السيطرة على المشكلات: هو تحاشي الدخول فيها واستباق الأسباب الوقائية التي تحمي من التعرض لما يُربك الحياة ويؤثّر سلباً في انسجامها. وإذا ما قُدِّر وحدثت مع كل ذلك فإن وقعها يكون أهدأ وأثرها أخف، والقدرة على التعامل معها أفضل. فذلك أحسن من تجاهلها على أنها لا شيء! أو تعاظمها على أنها كل شيء!! فالحكمة في التعاطي مع المواقف أياً كان نوعها هو سمت الموفقين، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.