الكتاب عبارة عن دراسة علمية موجزة صادرة في مستهل العام الجاري 2019م عن مركز «تكوين» للأبحاث والدراسات، للأستاذ محمد حسين الأنصاري، تحاول الدراسة عرض وتحليل مادة تراثية مختبئة بين السطور، تزيد في إثراء مجال تاريخ العلوم وفلسفتها، وتتضمن شواهد نفيسة لم تطأها أقلام الباحثين كثيرا، وتُبين مدى قيمة المدونة الشرعية فيما يُسمى اليوم: الدراسات البينية/ التكامل المعرفي/ المسائل المشتركة. كما تكشف اللثام عن دور السابقين البارز في فلسفة التداخل بين العلوم، ومعرفة محاسنها وإشكالياتها وقواعدها، والمؤلفات فيها، وذلك مما يساعد على تصور هذه القضية من أرباب العلوم أنفسهم الذين أسسوها، ورافقوا ولادتها وتطورها. بالإضافة لعدة إشارات موجزة لبعض الصِّلات بين الفنون العلمية كأصول الدين/ علم الكلام مع أصول الفقه، وبين علوم الدين والدنيا، وغير ذلك من المعارف، ويرصد الطبيعة الشمولية لبعض التخصصات والميادين كاللغة العربية وعلم التفسير والعقيدة، والتنبيه أيضا على ما يمكن أن يسمى بعلم التداخل بين العلوم وتكاملها، مثل: التخريج الأصولي كبناء الأصول على الفروع وغيره، كذلك علم الأدب العربي الذي انتخبه العلماء من نفائس العلوم ولطائفها وجوامع الوحيين. ومن أبرز محاور الدراسة المهمة في مهادها النظري: مصطلح التداخل، مصطلحات التداخل عند المتقدمين، بنية التداخل المعرفي، بوادر التمايز بين العلوم، إضافة لفصول في التداخل بين النقد والتحرير، والموسوعية المعرفية وبدايات التدوين، وبيان أثر ذلك على التكامل المعرفي، واستقلال التداخل المعرفي بالتصنيف، بناء العلوم وإشكاليات حدودها؛ قبل أن يختم الأنصاري كتابه بدليل للدراسات البينية في التخصصات الشرعية واللغوية والعقلية.