أعلنت قوات سورية الديموقراطية «قسد» السبت القضاء التام على التنظيم الإرهابي «داعش»، بعد السيطرة على آخر جيوبه عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، لتطوي بذلك نحو خمس سنوات أثار فيها التنظيم الرعب بقوانينه المتطرفة واعتداءاته الدموية. ومع السيطرة على بلدة الباغوز بالكامل في ريف دير الزور الشرقي، لم يعد للتنظيم أي أراض تحت سيطرته في سورية، بعد أكثر من عام على دحره من العراق. وقال مدير المركز الاعلامي في قسد مصطفى بالي: «تعلن قوات سورية الديموقراطية القضاء التام على ما يسمى بداعش وخسارة التنظيم لأراضي سيطرته بنسبة مئة في المئة». وأضاف، «الباغوز تحررت والنصر العسكري ضد داعش تحقق» مشدداً «بعد سنوات من التضحيات الكبرى نبشر العالم بزوال داعش». ورفعت قسد رايتها الصفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز. وجاءت سيطرة قسد على آخر جيوب التنظيم بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف. وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت قوات سورية الديموقراطية خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف إرهابي تم توقيفهم. وبين الخارجين عدد كبير من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، ضمنهم عدد كبير من الأجانب، الذين تم نقلهم الى مخيمات. وأسفر الهجوم منذ سبتمبر عن مقتل 750 مقاتلاً من قوات سورية الديمقراطية ونحو ضعف هذا العدد من مقاتلي التنظيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واضطرت قوات سورية الديموقراطية مراراً إلى تعليق هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة تمهيداً لخروج المحاصرين. واتهمت التنظيم باستخدام المدنيين ك «دروع بشرية». وواصل مقاتلو التنظيم الرافضين للاستسلام القتال حتى يوم الجمعة. وتحصنوا في خنادق وأنفاق حفروها في الباغوز. واستبق التنظيم خسارته هذه بدعوة عناصره في تسجيلات بثها في الأيام الأخيرة على حساباته على تطبيق تلغرام إلى «الثأر» من الأكراد في مناطق سيطرتهم في شمال وشمال شرق سورية. كما دعا أنصاره الى شن هجمات في الغرب ضد أعداء داعش. وشكلت جبهة الباغوز دليلاً على تعقيدات النزاع السوري الذي بدأ عامه التاسع، مخلفاً حصيلة قتلى تخطت 370 ألفاً، من دون أن تسفر كافة الجهود الدولية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.