طالب عدد من أهالي وزوار مركز الشفا بمحافظة الطائف بدعم المركز بالمزيد من الخدمات والمرافق في ظل كثافة الإقبال السياحي، مشيرين إلى أن مستقبل الشفا يتطلب الكثير من الجهد من مختلف القطاعات، وفي مقدمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأمانة الطائف حيث يتصدران المشهد التنموي بالمحافظة حالياً، مؤكدين على ضرورة التنسيق المشترك بين القطاعين العام والخاص على تعزيز الاستثمارات، وتهيئة بيئة جاذبة لرؤوس الأموال لدفع برامج التنمية والتطوير إلى الأمام، وفتح مجالات عمل أرحب للسكان، والاستفادة من العوامل الطبيعية للمكان بالشكل الأمثل، خاصةً أن الشفا كمنطقة سياحية شهيرة تحتاج إلى تنمية مستدامة للاستفادة منها كوجهة سياحية مثالية. طبيعة خلابة ومنطقة الشفا السياحية بمحافظة الطائف تشهد طوال العام نسبة كبيرة من السياح والمصطافين والزوار الذين استمتعوا بما حباه الله لهذا المركز من طبيعة خلابة مميزة وطقس معتدل على مدار العام، حيث يعد الشفا أحد أجمل الوجهات السياحية بالمملكة ويقصده المواطنون والخليجيون والوفود والمجموعات السياحية الزائرة من مختلف دول العالم، ويتربع على سلسلة جبال السروات الشاهقة بمساحة تناهز 10 آلاف كيلو متر مربع، وتبعد عن مدينة الطائف حوالي 30 كيلو متراً إلى الجنوب الغربي. ويرتفع الشفا ما يقارب 2200 متراً إلى 2500 متر عن سطح البحر، مما أكسبه طبيعة خضراء فارهة، وطقس معتدل يميل إلى البرودة النسبية، وساهم وجود خط معبد مع الطائف إليه في دعم خطط التنمية والتطوير في المركز وقراه الزراعية المتناثرة على السفوح والأكتاف الجبلية، وأسهم الشروع في إنشاء طريق عقبة المحمدية الذي يربطه مع مكةوجدة عبر طريق الساحل في تحويله إلى موقع استراتيجي ذي مستقبل سياحي وتنموي أكثر إشراقاً بإذن الله، وتشكل جبال الشفا الشاهقة عامل جذب للأهالي والزوار. أشجار ومزارع ويعمل الأهالي في الزراعة كمصدر دخل رئيس، بينما برزت السياحة كإحدى أهم القطاعات التي توفر فرص عمل للسكان خلال السنوات الأخيرة بحمد الله، وتكثر الأودية بين هذه الجبال، وهي شديدة الخصوبة تكثر فيها الأشجار وتنتشر المزارع الخضراء، وتنتج أفضل أنواع الفواكه والخضروات الشفوية. وتتدثر مزارع الشفا خلف كتل الضباب الكثيف في منظر ريفي حالم، وتنتج هذه المزارع الورد الشفوي الذي يستخرج منه أجود أنواع عطور الورد، وثمار الرمان، والعنب، والتين الشوكي التي تسمى محلياً ب"البرشومي"، والتين "الحماط"، والتوت، واللوز البري، كما تنتج شتى أنواع الخضروات المحلية، علاوة على الزيتون الذي يتواجد طبيعياً في جبال الشفا. ونظراً لكثرة الأودية وخصوبة تربتها فإن حرفة الزراعة تنتشر بسهولة بين السكان وهي تعتمد على الأمطار والمياه السطحية المتمثلة في حفر الآبار، وتشتهر المنطقة بتربية الأغنام والنحل فتنتج أجود أنواع العسل، ومن أنواعه العسل الصيفي وعسل السدر وعسل الطلح، كما تشتهر المنطقة بإنتاج السمن الشفوي وهو معروف ويعمل بنكهات مختلفة مثل السمن بالريحان، والسمن بنكهة الضيمران وهي شجرة طيبة الطعم وزكية الرائحة تنبت في الأودية والجبال، بالإضافة إلى مشتقات الحليب كالقشطة والجبن البلدي والإقط. آثار قديمة يقول المؤرخ والباحث السياحي عيسى القصير تنتشر في منطقة الشفا العديد من الآثار والمواقع القديمة والتي تدل على عراقة هذه المنطقة وحضارتها التاريخية، ومنها القلاع والحصون الأثرية والمنتشرة في كل قرية، وهي تتوسط قرى قديمة حصينة جداً مبنية من الحجر ويصل عرض جدرانها "المدماك" إلى مترين، وتسقف بأخشاب العرعر المنتشرة في المنطقة -هذه الأشجار تعمر مئات السنين-، وعادةً تبنى الحصون في أعلى موقع يشرف على القرية، وهي عبارة عن بناء مرتفع جداً يشبه أبراج المراقبة في المطارات والموانئ في الوقت الراهن، وكان الغرض منها لمراقبة المنطقة المحيطة بكل قرية، وذلك لحمايتها من اللصوص والسرقات، ويلجأ إليها أوقات الحروب والغارات لمراقبة الأعداء، وفي كل حصن مكان مخصص لحفظ السلاح وعدة القتال، ويوجد فتحات صغيرة في أماكن مختلفة للمراقبة وإطلاق النار من خلالها عند الحاجة. وأضاف: أكثر هذه الحصون تكون مزينة بحجر المرو -حجر أبيض يكثر في المنطقة وهو شديد الصلابة- في أعلاها، ومثل ذلك حصن وادي السيل المحرق، وحصن وادي دحضة، وحصون وادي تنقد، وفي كل قرية حصن أو أكثر، مبيناً أنه يوجد في منطقة الشفا بعض السدود القديمة والاثرية ومن أشهرها سد وادي عرضه -سد قريقير-، وسد اللصب ويقع شمال شرق سد عرضة كما يوجد سدود صغيرة منتشرة بين الوديان، مثل سد ماسل، وتكثر المشارب وهي قريبة من السدود إلاّ أنها تختلف في أن عملها مقصور على توجيه سيول الأمطار إلى المزارع والأودية عند الحاجة، ثم توجيهه إلى المسايل -جمع مسيال- عند الاكتفاء عن الحاجة. قنوات مائية وتكثر في منطقة الشفا ما يسمى القنوات المائية وهي ممرات مائي من تحت المزارع تشبه العبارات في أيامنا هذه، إلاّ أنها خاصة بالمياه الزائدة عن الحاجة تعمل على تصريفها إلى الخارج وهي عجيبة جداً وللناظر إليها، وتبنى القنوات من الأحجار الصلبة والملساء التي تتميز بها جبال المنطقة، وتمر من تحت المزارع إلى موقع المسيال، وتبنى بطريقة فنية بديعة تسمح للماء بالتسرب إلى داخلها ثم تصريفه للخارج، وأشهرها يوجد في وادي القر بني عمر، ذاكراً أن في منطقة الشفا الآبار السطحية والتي قد يصل عمقها إلى 35 م، ويلاحظ بها بصمة الفن المعماري القديم، فهي مبنية من الأحجار وبطريقة عجيبة، كما يوجد جبال بها حفريات قديمة تنبئ باستخراج مواد أو معادن معينة، ويقال إنها مادة تسمى بالنورة قديماً. لم يحظَ بالتنفيذ وتحظى الشفا بمساحة رحبة من الاهتمام من القيادة الحكيمة أسوة بباقي المراكز بالمملكة، ويعد مشروع تطوير الهدا والشفا -بدأت دراسته منذ فترة قبل عدة أعوام لكنه لم يحظَ بالتنفيذ حتى الآن- من أهم وأكبر وأحدث المشروعات السياحية على مستوى المملكة والمنطقة، ويمثل نقلة بارزة في مسار التطوير السياحي للمحافظة، وأولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أهمية كبرى لهذا المشروع السياحي الحيوي الكبير لما يشكله من دور رائد في إعادة رونق الطائف ومكانتها السياحية، كما قامت الهيئة بالعمل مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في تطوير الوجهات السياحية الجبلية لإعداد دراسة تطويرية للمنطقة الواقعة بين الهدا والشفا وتحديد الفرص الاستثمارية بشكل نهائي، ويتطلع أهالي الطائف ومرتادوه من السياح والزوار إلى تنفيذ هذه الدراسة من قبل الجهات المعنية بهدف تطوير وجهة سياحية جبلية ذات نمط ريفي، بالشراكة مع عدد من المطورين والمستثمرين من ذوي الخبرة في القطاع الخاص، ومن المؤسف أن هذه المنطقة رغم أهميتها لا يتوفر بها حتى الآن فنادق ولا شقق سياحية ومنتجعات تليق بمستواها، والوحدات السكنية وبعض المنتجعات الموجودة حالياً لا ترتقي إلى المستوى المطلوب. أحد مراكز الترفيه في الشفا