تعتبر متلازمة وهم كوتار اضطراباً نفسياً نادراً، وفي مصطلح آخر متلازمة الجثة المتحركة أو متلازمة الجثمان السائر، يتوهم المصاب بها بأنه ميت (مجازيًا أو حرفيًا) غير موجود متعفن أو فقد دماءه أو أعضاءه الداخلية وفي حالات نادرة يتوهم المصاب بالخلود، تحدث متلازمة الجثمان السائر عادةً للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام أو اضطراب ثنائي القطب، وفي حالات أخرى تحدث جرّاء صدمات نفسية أو إصابات جسدية كحوادث السير وغيرها. سميت متلازمة كوتار نسبةً إلى طبيب الأمراض العصبية الفرنسي جول كوتار، والذي يعتبر أول من اكتشف هذا الاضطراب وسمّاه "هذيان النفي" أو "هذيان الإنكار" حيث كان يقوم بمعالجة مريضة لديه، رمز لها بالاسم المستعار "السيدة إكس" والتي كانت تؤمن بأن هناك لعنة أصابتها بحيث أنكرت وجود أعضاء كثيرة من جسمها وأنها لا تحتاج للطعام، وفي نهاية المطاف توفيت هذه السيدة بسبب الجوع الشديد. ومن علامات وأعراض متلازمة كوتار: "وهم الإنكار"، فالمصابون بهذه المتلازمة غالبًا ما ينكرون وجودهم أو وجود جزء معين من أجسادهم، وتم اكتشاف ثلاث مراحل مختلفة لهذه المتلازمة، أولًا الشعور بالنشوء وهو اكتئاب ذهاني ووساوس مرضية لا وجود لها من الأساس، يلي هذه المرحلة التفتح وتشخص هذه المرحلة بتطور كامل للمتلازمة ووهم الإنكار، أما المرحلة الثالثة هي "مزمن" وتشخص هذه المرحلة بأوهام شديدة واكتئاب مزمن. وفي هذا الإطار الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة عادةً ما يصبحون منعزلين عن الآخرين ويميلون إلى إهمال نظافتهم الشخصية وسلامتهم البدنية، ومع مرور فترة من الزمن يؤدي هذا الوهم إلى استحالة الإحساس بالواقع بالنسبة للمرضى، مما يؤدي إلى تكون صورة مشوهة جداً عن العالم.