يهدف مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل - يُقام في الصياهد شمال شرقي الرياض - إلى تأصيل تراث الإبل وتعزيزه في الثقافة السعودية والعربية والإسلامية، وتوفير وجهة ثقافية وسياحية ورياضية وترفيهية واقتصادية. وتشمل فعاليات المهرجان هذا العام على «عالم النوماد»، والتي تضم ألعابه العديد من المنافسات في كل من الفروسية والمصارعة والرماية بالسهام، إضافةً إلى الألعاب الشعبية التقليدية مثل الصيد بالصقور والعقاب والكلاب وسباق الركض مع الغنم، وكذلك سباق الخيل، وحمل الماعز. وتقام هذه المنافسات في ساحات منطقة «عالم النوماد» ويبدأ توقيتها من الثالثة عصراً وحتى التاسعة مساءً، وتشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، حيث يعتبرها أغلب الزوار منافسات غريبة ومختلفة عن الألعاب الأولمبية المعروفة، وكذلك لأنها ألعاب من بلدان مختلفة لها طابع شعبي وتاريخي تم إعادتها لتتناسب مع الحضور. وأجبرت الفعاليات المتنوعة التي يقدمها مهرجان الملك عبدالعزيز طالب الدراسات العليا في جامعة الملك سعود القيرغيزستاني ميرزا على القدوم برفقة أسرته، حيث قال: سعيد بأنني أشاهد جزءاً من ثقافة وتاريخ بلدي قرغيزستان موجودة في المهرجان، لذلك حرص أبنائي على القدوم معي، كما أنني كنت متشوقاً لمعرفة التراث السعودي من خلال الفعاليات الشعبية التي تقام هنا ومنها عروض الهجن والعرضة السعودية، مؤكداً على أنه خلال تجوله في السوق الشعبي في «عالم النوماد» ساعد الزوار والبائعين في الترجمة لمن يرغب في الشراء من المحلات، حيث لا يتقاضى أجراً على ذلك، مبيناً أن أبرز الأماكن التي استوقفت أبناءه هي البيوت الشعبية القيرغيزستانية، حيث تجولوا بداخلها وتعرفوا على كيف يقضي أبناء الشعوب الرحل هناك يومهم داخلها. من جهةٍ أخرى، تشارك دولة مصر في «عالم النوماد» وممثلها منتخب جامعة بنها للفلكلور حيث تستعرض مجموعة من التابلوهات الخاصة بالتراث المصري ومنها الفلاحون، تابلوه السبوع، النوبي، السيناوي، السوايسة، التنورة، كما يشارك منتخب الفلكلور في بعض الكرنفالات والعروض. وأوضح الدكتور محمد شكري المشرف على منتخب بنها المشارك أنهم مشاركون بمعرضين؛ الأول: يضم ملابس تراثية خاصة بالفن المصري، والثاني: يحمل طابع التراث الفني لمصر ويضم مجموعة من اللوحات الفنية الممزوجة بالتراث السعودي والمصري لطلاب كلية التربية النوعية، مبيناً أن هذا المهرجان يعد الأكبر للفلكلور على مستوى العالم، مضيفاً: «عملنا طيلة الفترة الماضية لكي نجمع تراث مصر كافة لكي نستعرضه في عالم النوماد»، مؤكداً على أن اللباس الذي يتزين به المنتخب هو لباس الفلاحين الذي يحصد القمح منذ البداية وحتى مراحله الأخيرة، لافتاً إلى أنهم يملكون العديد من اللباس التي تخص ثقافة وتراث مصر وسنقوم بعرضها خلال أيام في هذا المهرجان الضخم. وتتوزع العديد من الفرق الشعبية الموسيقية بين جنبات فعالية «عالم النوماد»، وتجذب هذه الفرق بأدائها المتنوع الكثير من زوار المهرجان، الذين يشارك بعضهم في التعرف على الأدوات الموسيقية التي يتم العزف بها، بل والعزف أحياناً. يقول أحد العازفين: إن الطابع التقليدي لهذه الموسيقى وطريقة الأداء يجعلان الزوار يتوقفون عندها، ويتساءلون عن خلفيتها، والتي ترتبط بشكل كبير بالشعوب الرحل، مضيفاً أنه يعود تاريخ هذه الموسيقى التي يعتمد مغنوها على الارتجال حين الغناء إلى قرون قديمة، حيث تكون كلماتها مرتبطة بالمناسبة التي يُغني فيها، وتحتوي دائماً على قصصٍ ملحمية تتضح معالمها من خلال اللحن الذي يؤديه المغني حتى وأنت تجهل كلماتها، ذاكراً أن طابع اللحن في هذه الموسيقى يعتمد بشكل كبير على أداء المغني مع أداتين موسيقيتين لا أكثر، لافتاً إلى أن أزياء الفرق الموسيقية تجذب الأنظار كما تجذب الموسيقى الأسماع. يُذكر أن فعالية «عالم النوماد» تُشكل مساحة أخرى من الثقافات المتعددة التي تشهدها القرية السعودية للإبل، والتي تحتوي إضافةً إلى التراث الشعبي السعودي عدة فعاليات ترتبط بثقافات عالمية مختلفة. مشارك من قيرغيزستان ركوب الخيل