يوماً بعد آخر، تتجلى صحائف التاريخ لتتخضب بالمكانة السامية الراقية لمملكتنا الرائدة محلياً وإقليمياً ودولياً. على مستواها الداخلي في رغد العيش، ومجانية الخدمات الرئيسة، وعلى رأسها الصحة والتعليم، وتمكين المرأة وتهيئة الفرص الواعدة للإبداع والابتكار في مختلف المجالات. والمكانة المتألقة التي تتبوأها في نفوس أبنائها بصادق انتمائهم والتفافهم حول قيادتهم، وصدّهم بكل قوة وتميّز كل الدعوات التي تسعى إلى النيل من وطنهم ووحدته وقيادته ومقدراته. وعلى كل المستويات تراها جوهرة في الهيئات والمنظمات التي تشترك معها. ولا شك في ميزتها الفريدة بوجود الحرمين الشريفين، فهي قلب العالم الإسلامي، ومهوى أفئدة أكثر من مليار مسلم على تعدد لغاتهم وتباعد أماكنهم وتباين ثقافتهم واختلاف تقاليدهم. وحلقة الوصل بين قارات ثلاث، وموطن الثروات الطبيعية التي تشكل مرتكز الاقتصاد العالمي، ثم هي فوق ذلك تتدثر بدثار الحكمة في تعاملها مع الملفات الساخنة والقضايا الشائكة في الساحة الدولية؛ وذلك جعل لها ثقلاً واضحاً، وكلمة ذات صيت بالغ، وروح رائدة تقول فتُسمع، وبالحق تصدع، وللظلم ترفع، وللباطل تقطع، ما جعل التصنيفات العالمية على كل المستويات تفتح لنفسها آفاقاً جديدة بالتطلع لخصائص المملكة، والنظر بعين المنصف إلى مكانتها الرائدة على كل الأصعدة، وما لها من تأثير سياسي واقتصادي وتفوق عسكري. إن ذلك يزيد أبناء المملكة فخراً بوطنهم، واعتزازاً بقيادتهم، وحرصاً على الإسهام في تميّزهم في المجالات العلمية والحضارية المختلفة في المحافظة على ريادتها وتألقها وزيادة مراكزها المتقدمة في المجالات كافة. ويحفزهم إلى استشعار النعمة، وتحمل المسؤولية في بناء الصورة الذهنية السليمة لوطننا، وطن الخير والعطاء والنماء في نفوس أجيالنا، وعلى مرأى العالم ومسمع، ويرسل رسالة يتردد صداها في أرجاء الكون: إن المملكة في طريقها إلى قمة العالم الأول.