التجسس يسري في دماء الملالي حتى على أصدقاء النظام قال صافي الياسري، الكاتب العراقي المتخصص في العلاقات العربية - الإيرانية وشؤون الشرق الأوسط: إن العقوبات التي أعادت أميركا وشددت فرضها على إيران - وقد اتضح مدى تأثيرها المدمر على الاقتصاد الإيراني وارتفاع التضخم وانهيار العملة وانفضاض المستثمرين - أثبتت أنها الوسيلة الناجعة لمداواة داينمو الإرهاب الإيراني وأذرعه في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله الذي أسس دويلة طائفية داخل الدولة اللبنانية؛ فمزق وحدة الشعب اللبناني وعرضه لأسوأ التداعيات، وأكد الياسري في حوار خاص ل»الرياض» أن إيران ستعمل بكل ما أوتيت لإفشال جهود السلام والاستقرار في اليمن لأن هذا السلام لن يخدم مشروعاتها الاستعمارية العدوانية لتطويق المنطقة. وفيما يلي نص الحوار *تصدر ملف التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون الدول الأخرى، القمة العربية الأوروبية التي عقدت بشرم الشيخ ومن قبلها كذلك مؤتمر وارسو.. هل تقف المنطقة أمام عهد جديد من المواجهة مع إيران؟ -نعم، هذا مؤكد أن المنطقة أمام عهد جديد من المواجهة مع إيران، فالمتصدي هذه المرة ليست شعوب المنطقة العربية في الشرق الأوسط وحسب وإنما حشد من شعوب العالم من جهاته الأربع التي شاركت فعاليات مؤتمر وارسو وضمن هذا الحشد القوى العالمية الدولية الأكثر مقدرة ونفوذا ورغبة في إطفاء موقد الإرهاب الإيراني وأعني بها بلدان الاتحاد الأوروبي وأميركا والقوى العربية التي تتصدرها المملكة العربية السعودية. *التقى بشار الأسد مؤخرا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.. من وجهة نظرك ما الأهداف التي حققتها إيران في سورية خلال الثماني سنوات الماضية، وما السيناريوهات الممكنة لهذا الدور؟ -لنعترف أن النفوذ الإيراني وميليشياته الإرهابية المحاربة بالنيابة عن الأجندة الإيرانية في سورية حققت الكثير في الجانب السلبي، حيث نشرت التهابات الحرب الأهلية بعد أن حولت الصراعات الوطنية القومية بين الحاكم الديكتاتور وكتل المحكومين الطامحين إلى الحرية والعدالة والديموقراطية إلى صراعات طائفية بين أبناء الشعب الواحد، المستفيد منها فضلا عن ديكتاتور سورية الأسد النظام الإرهابي الإيراني الذي وسع مواطئ قدمه مستفيدا من التقارب والتداخل الجغرافي بين جنوبلبنان حيث تسيطر ميليشيا حزب الله التابعة لإيران الملالي والشمال السوري وصولا إلى سواحل الأبيض المتوسط في سورية ولبنان، وإذا أضفنا تدشين الملالي وميليشياتهم المسلحة النافذة في العراق للأوتوستراد البري الإيراني السالك خطوط الهلال الطائفي الممتد من الحدود الإيرانية وعبر العراق إلى غربية الأنبار والموصل فسورية فلبنان يكون ملالي إيران قد حققوا الكثير فعلا في جانب الخراب والدمار والقتل والتشريد واستلاب القرار السيادي في لبنان وسورية، إنما يعوزهم استقرار مواقعهم فالشعب السوري الثائر ما زال واقفا مقاوما صلبا قادرا على رغم كل ما قدمه من تضحيات في الأرواح والبنى التحتية، حيث أجرى الملالى تخريبا واسعا فيها وحيث التشريد والنزوح وتدمير الصناعة السورية المتقدمة وتعطيل التجارة وتخريب الاقتصاد الوطني السوري ومنح إسرائيل الفرص للإغارة على المدن السورية وتدميرها بذريعة عدم قبول وجود إيران في سورية. *صوت البرلمان البريطاني على قرار يصنف «حزب الله» اللبناني بجناحيه السياسي والعسكري كمنظمة إرهابية.. كيف يمكن مواجهة المحاولات المستمرة لجناح إيران في لبنان الذي يعمل على زعزعة استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط؟ -أرى أن فرض عقوبات على حزب الله شبيهة للعقوبات الأميركية على إيران، يمكن أن تقصقص أجنحته حتى يكون في حالة متطورة من الانهيار تنهي أو تحجم فعالياته الإرهابية التي لن تسد كلفها عمليات تهريب المخدرات والأسلحة والمحرمات والخطف والتهديد والابتزاز التي باتت منهاجا مقررا لسلوكيات حزب الله، ومع أننا نقيم بقدر عال من الاحترام خطوات بريطانيا في تعاملها مع إرهاب حزب الله إلا أننا نرى أن معاقبة الرأس وطمر المنبع أهم بكثير من التصدي للذيول، كذلك نرى ضرورة الانتقال إلى الفعل على الأرض بدلا من الاستمرار في إصدار البيانات الإعلامية استنكارا وتهميشا ووضعا على لوائح الإرهاب دون ما يترتب على ذلك عمليا وقانونيا. *أمهلت مجموعة العمل الدولية المعنية بالإجراءات المالية الخاصة (FATF) إيران 4 أشهر أخرى للمصادقة على الاتفاقيات الدولية وسن القوانين المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.. هل يخشى نظام الملالي التوقيع على قوانين FATF لأنها ستفتح الباب أمام إمكانية محاسبة إيران دوليا بسبب دعم الإرهاب في العديد من البلدان؟ -النظام الإيراني كما أرى لن يوقع هذه الاتفاقيات فهي السكين التي تفصل بين جسدين بشريين واحد - النظام الإيراني ومن يسميهم محاور المقاومة وهم في الحقيقة عصابات الإرهاب التي شكلها في سورية ولبنانوالعراق واليمن والبحرين وبلدان أخرى - كما أن صراع الأقطاب الحاكمة من الملالي بهذا الموضوع كشفت تغلب العقارب المتشددين ومن يسمون أنفسهم أنصار الإمام وهم الرافضون لأي نقاش بشأن التوقيع على هذه الاتفاقيات على من حاولوا ظاهريا وإرضاء للرأي العام الدولي الترويج لتوقيعها. *كشفت شركة «ريسكيورتي» الأميركية للأمن السيبراني، أن قراصنة تابعين للحرس الثوري الإيراني قاموا باختراق الأحزاب الرئيسة والبرلمان الأسترالي.. ما الدول المستهدفة من حملة التجسس العالمية التي يقودها النظام الإيراني؟ -آخر ما أعلنته سلطات النظام بهذا الصدد أنها اخترقت مواقع وحسابات لأميركا في العراق وسورية وحصلت على معلومات سرية منها أن التجسس الذي يمارسه الملالي على الأحزاب والبرلمانات والدول ومؤسساتها الأمنية والعسكرية نسغا يسري في أوردة وشرايين الملالي كعصابة لا كدولة، وأن الثورة الإيرانية ستبقى ثورة ولن تتحول إلى دولة كما يريد منها المجتمع الدولي وقوانينه، أما من هي الدول التي يستهدفها بحملته التجسسية فلا تستثنِ دولة فحتى الأصدقاء مراقبون خشية تغير مواقفهم والدول الأكثر عرضة للتجسس هي الدول المتصالحة مع المعارضة الإيرانية والداعمة للانتفاضة الشعبية الإيرانية. *ماذا تعني المحاولات الإيرانية لإفشال اتفاق السويد بخصوص الوضع في الداخل اليمني؟ -إيران هي التي فجرت ابتداء الأوضاع في اليمن بدعم الحوثيين بالمال والسلاح بنية الهيمنة والسيطرة على مضيق باب المندب لإكمال كماشة مضيق هرمز وباب المندب ومحاصرة المملكة العربية السعودية، وهي لن تتخلى عن مشروع الكماشة البحرية حيث تمر خطوط ومسالك مهمة لتوريد النفط والتجارة العالمية، لذا فإن إطفاء الالتهاب في اليمن لن يخدم مشروعات إيران الاستعمارية العدوانية التي ترمي في أبسط ما ترمي إليه هنا فرض واقع أنها لاعب دولي يجب أخذ مصالحه في المنطقة بالاعتبار. *يستأنف الريال الإيراني الهبوط حتى وصل ل140 ألفا مقابل الدولار.. كيف هو الوضع المعيشي في إيران تأثرا بانهيار العملة؟ -الإجابات واضحة في تدوينات شبيبة إيران وهم يبحثون عن اللقمة ويسألون عن طرق الهجرة والعمل بعيدا عن إيران البطالة، ويمكنك قراءة الأخبار عن بيع أولاد الأسرة وبيع قطع غيار الجسد لسد احتياجات الأسرة من الخبز والطعام، فهي أصدق الشهادات عن مدى تردي الوضع المعيشي في إيران. *رغم تصاعد الموقف الأوروبي ومواصلة الأميركيين الضغط على طهران.. إلا أن الجيش الإيراني أطلق خلال مناوراته البحرية الأخيرة صواريخ كروز ما يعد انتهاكا للقرار الأممي 2231 الصادر عن مجلس الأمن.. كيف يمكن ضمان توقف المشروع النووي الإيراني؟ -لا ضمان.. فقد اعترف المفاوضون مع مجموعة الست بشأن ملف إيران النووي أنهم كذبوا على مفاوضيهم وأخفوا عنهم حقائق تتعلق بإمكانية عودتهم لممارسة نشاطاتهم حتى الحصول على القنبلة الذرية وبعلم خامنئي وبحسب تعليماته بذريعة عدم الثقة في المفاوضين الخصوم، هذه هي مصداقية الملالي «فأي ضمان وعهد يمكن أن يفوا أو يلتزموا به؟!».