أبرزت الصحف المصرية الصادرة أمس الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الأوروبية، وأعرب خلالها عن أمله في نجاح القمة العربية الأوروبية في المساعدة على إيجاد حلول للقضايا والمشكلات خاصة قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين، إضافة إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات لتحقيق المصالح المشتركة. وسلطت الضوء على مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين، التي أكد فيها أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، مشددًا على أهمية تضافر الجهود الدولية لدعم الشرعية اليمنية واتخاذ موقف دولي موحد للتصدي للتدخلات الإيرانية، ونشرت تأكيد خادم الحرمين الشريفين على أن حل القضية الفلسطينية مهم ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، ونوهت بتأكيد خادم الحرمين الشريفين أن الالتزام بالمعاهدات والأعراف والقرارات الدولية هو الأساس الذي يبنى عليه حل النزاعات، داعياً للحل السياسي للأزمات التي تمر بها الدول العربية وفقًا للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، وأوردت الصحف المصرية تثمين خادم الحرمين الشريفين الجهود الأوروبية الداعمة لذلك، مبينًا أن المملكة عانت شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب. وعقدت القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ، تحت شعار "الاستثمار في الاستقرار" بحضور عدد من القادة العرب والأوروبيين؛ لمناقشة العديد من الموضوعات والملفات ذات الاهتمام المشترك، على رأسها العلاقات العربية الأوروبية من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن التباحث حول مستجدات أهم القضايا الراهنة في المنطقة العربية مثل الأزمات السورية واليمنية والليبية، وتطورات القضية الفلسطينية، والتهديد الإيراني للمنطقة، وموضوعات مكافحة الإرهاب والهجرة واللاجئين وتغير المناخ. كما سلطت الصحف العربية والدولية الضوء على مضامين الكلمة التي ألقاها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة. وقال د. جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان المصرية، إن الملك سلمان لديه خط واضح في الخطاب الرسمي الذي ألقاه، وهو خط وطني مرتبط بالدبلوماسية السعودية المعروفة والثابتة؛ من التأكيد على القضية الفلسطينية والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك المعونات والمساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة. وعن ما تقوم به الميليشيا الحوثية في الأراضي اليمنية وكذلك استهداف الحدود السعودية، دعا د. عودة للتعامل معهم في إطار فصلهم نسبياً عن إيران ومحاولة دمجهم وهذا ما تؤكد عليه السياسة السعودية التي رحبت بالمفاوضات في جنيف والكويت والسويد، وبالتالي المملكة ساهمت في المفاوضات بهدف إعادة الاستقرار للشعب اليمني الشقيق. ولفت د. حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، إلى أن النقطة الجوهرية إصرار الملك سلمان على أن تكون بداية كلمته التأكيد على محورية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة وللموقف العربي وهذا يحمل رسالة قوية جداً للأوروبيين وللولايات المتحدة، بأن أي شيء يطرح لحل القضية الفلسطينية لا يستجيب لهذه الرؤية العربية فلن تكون مقبولة لا من المملكة ولا الفلسطينيين ولا العالم العربي، وهذه رسالة مهمة خصوصا كما هو معروف الحديث عن "صفقة القرن" المنتظرة والتسريبات رغم أنها ليست رسمية ولكن الخطوات الأميركية تعطينا مؤشرا بأنها لن تكون منصفة للجانب الفلسطيني. وأشار أبوطالب إلى أن المملكة مستهدفة كما هو معروف، وبالتالي الرسائل تصل من خلال مناسبة عربية أوروبية عالمية فيها تأكيد على أننا لن نتنازل إطلاقاً ولن نسمح لأي أحد أن يفرض علينا حلولاً لا نرتضيها ولا نراها تحقق الحد الأدنى مما يجب أن يكون، وبالتالي عندما يتحدث البعض عن دور المملكة في اليمن، فالرد جاء بطريقة مباشرة أن الحل الحقيقي لهذه الأزمة أن يلتزم الحوثيون بالقرارات الدولية والمرجعيات الدولية المتفق عليها فيما يتعلق بالحل، أيضاً الإشارة إلى الدور الكبير الذي قامت به المملكة لإنجاح مشاورات السويد، هذا إشارة على أن المملكة العربية السعودية تعمل على كافة المستويات وهي أيضاً كما تقود عملا عسكريا لدعم الشرعية تلعب أيضاً دوراً مهماً تحت رعاية الأممالمتحدة وبالتنسيق مع المبعوث الدولي لوضع خطة سياسية للانتهاء من هذه الأزمة، وهذا أيضاً من المهم أن يعلم الجميع بأن المملكة حريصة على إنهاء الأزمة من خلال الالتزام بالقرارات الدولية، وبخصوص الوقوف أمام التهديدات الإيرانية، قال أبوطالب إن هذا به اتفاق أن ما تقوم به إيران من محاولة مد نفوذها باستخدام أذرع شعبية موجودة في بعض الدول لكي تكون عميلة للسياسة الإيرانية وتأتمر بأمرها وتعبر عن قيود على الأوضاع الداخلية في أي بلد عربي، هذا أمر مرفوض وعلى الجميع أن يضع في اعتباره بأننا إذا سمحنا وقبلنا بمثل هذا الوضع فهذا معناه ضرب للسيادة الوطنية للدول وإثارة الفوضى التي يمكن أن تمتد على مساحة كبيرة من الدول وبالتالي تغرق المنطقة في صراعات مذهبية وعقائدية وسياسية وعسكرية لا أول لها ولا آخر، وأتصور أن الدعوة كي يتفهم الأوروبيون طبيعة السياسة الإيرانية تعد مسألة في غاية الأهمية والجدية وهذا يحقق مصلحة للعرب ككل وأيضاً للأوربيين.