بات الحضور السعودي المشارك في نهضة العالم واستقراره ركيزة تسر الصديق وتسوء العدو والحاسد في رسائل إعلامه البدائية. نعم بدائية لأنها لم تعد قادرة على تشويه الحقائق. فالاحترام العالمي للمملكة لم تعد تستطيع خدشه تلك التسريبات أو المواقف الرديئة. فحضور خادم الحرمين الشريفين للقمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ وجولة سمو ولي العهد في الباكستان والهند والصين تحمل رسائل أقوى بكثير مما يحاول صغار الحاقدين التشويه عليه. فالعالم يدرك حجم الثقة في التعامل مع المملكة وطبيعة المصداقية التي تمثلها والأهم الفوائد المشتركة التي تحصل عليها الدول في تبادل المصالح مع بلادنا. المملكة شريك يعتمد عليه ويوثق به ويؤمن جانبه من الغدر والخيانة. والقاسم المشترك في كل هذا التحرك السعودي هو الازدهار الاقتصادي للمواطن والوطن وللشريك الدولي. وهنا بات على الجامعات السعودية أن تكون هي السباقة في المبادرات الاقتصادية التي تحقق الرؤية الوطنية والطموحات المشتركة مع دول العالم. فجامعاتنا أحق من غيرها في الإفادة من تلك الفرص البحثية والعلمية. وإذا تركنا الساحة سبقتنا إليها جامعات العالم حتى وإن لم تكن ضمن برنامج الشراكة السعودية. فالحكمة ضالة الإداري إن لم تقدمها جامعات الوطن وجدتها حتى عند المكاتب الاستشارية والتجارية. والزاوية الأخلاقية والمنفعية التي باتت الدول تركز عليها في اتجاهاتها الحديثة هي البيئة وحمايتها حتى من التجار بدعوى مساهمتهم في الاستثمار والناتج الوطني. نعم التشريعات والقوانين الدولية أصبحت توظفها الدول في التعامل والتبادل التجاري، بل وأصبحت تعاقب المخالفات المرتكبة تحت مسميات بيئية مثل ضريبة الكربون. وهنا نشكر جامعة العلوم والتكنولوجيا بجدة التي بادرت هذا الأسبوع بعقد مؤتمر متميز عن الاقتصاد الأخضر والدور الأكاديمي المأمول للجامعات في تطويره. فهناك عرض تجارب وتبادل خبرات عسى ألا ينتهي بها المطاف في أضابير وتوصيات مكررة. وكلي أمل أن يقوم رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عبدالله صادق دحلان بتبني مبادرة لتجميع المشاركات من الجامعات السعودية في الاقتصاد الأخضر وعمل مؤشر على تنافس الجامعات السعودية مع نظيراتها العربية وربما الإسلامية في مبادرة ستعطي الجامعة نقطة سبق وتميز.