في جنوب المملكة عامة وفي جبل شدا الأسفل بمنطقة الباحة خاصة نجح الإنسان هناك منذ وقت مبكر في استغلال الطبيعة الجيولوجية للجبل فابتكر أنظمة لحصاد الأمطار وأدارتها وذلك بإنشاء مصائد لها وأنظمة لتسيير المياه والسيول إليها مما يجعلنا نشدد هنا على تتبع ومعالجة أهمية هذه التجربة الناجعة في إدارة مياه الأمطار واستثمارها في ري المزارع والاستخدامات الأخرى كالشرب وغيره، وتعميمها على الأماكن المشابهة لهذا الجبل جيولوجيا كجبال القهر في جازان وغيرها من الأماكن الزراعية التي تكثر فيها الأخاديد الصخرية الواسعة والمتشكلة طبيعياً ودعم ذلك فعلياً من خلال مبادرات "تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة، وذلك ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، والذي يهدف إلى ضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي من خلال تأهيل المدرجات الزراعية في كل من الطائفوالباحة وعسير وجازان، وتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار فيها، ومن ثم زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية". ونحن عندما نلقي الضوء على هذا الجانب إنما فعلنا ذلك لما لوحظ من عدم اهتمام بعض الجهات المسؤولة في تلك المناطق بالشق الثاني من المبادرة، وهو تطبيق تقنيات حصاد مياه الامطار. ولضمان تحقيق هذا الشق من المبادرة وفي وقت قياسي يرى البعض تُقديم القروض للمواطنين مباشرة، وذلك لمن يملكون مزارع قائمة في مثل هذه الطبيعة الجيولوجية لتنفيذ مشروعات مصائد الأمطار وبناء الخزانات فهم أعلم بطبيعة تنفيذ تلك المشروعات التي سبق لهم تنفيذ عدد غير قليل منها وعلى حسابهم الخاص، وهم أولى من المقاول الذي ربما لا يحسن تنفيذ مشروعات كهذه وذلك راجع إلى عدم معرفته بطبيعة العمل في مثل هذه المشروعات التي يتقنها المواطنون المحليون إتقاناً لا يدخله الشك وذلك ناتج عن خبرة طويلة في هذا الشأن.