علاقة 72 عاماً تتوجها زيارة ولي العهد إلى الأراضي الباكستانية، فدولة باكستان تعد حليفاً استراتيجياً في التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب، كما أنها عضو في منظمة التعاون الإسلامي. وتعد باكستان ذات قوة وثقل في العالم خاصة مع امتلاكها لإحدى القنابل النووية، إن العلاقات السعودية الباكستانية ليست محصورة في المجال العسكري وإنما لها أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية أخرى. وتمتلك باكستان جيشاً سيبرانياً أيضاً، وتسعى لتقوية دفاعها السيبراني وحماية بنيتها التحتية، حيث إنها سبق وأن تعرضت للعديد من الهجمات السيبرانية المتكررة، ففي عام 2018 كان اختراق وسرقة معلومات بأكثر من 20 ألف حساب بنكي، ثم تكرر ذلك في نفس السنة لأكثر من 9000 حساب بنكي في الشبكة المظلمة (darknet)، وقد أوجدت باكستان مركزاً خاصاً يعنى بالجرائم السيبرانية، وما زالت تطور من قدراتها في المجال السيبراني على صعيد الدفاع والهجوم. إن التعاون في المجال السيبراني مطلب أساسي خاصة في هذه الأوقات، فالتهديدات السيبرانية الإيرانية أيضاً ما زالت مستمرة تجاه المملكة وباكستان، وسيكون من المهم العمل على إبرام اتفاقيات ثنائية بين البلدين في هذا المجال لحماية البنى التحتية والمعلومات الأمنية والمالية لحكومات البلدين. ومن جهة أخرى فإن زيارة ولي العهد ستشمل الصين والهند أيضاً، وكلاهما لهما باع طويل في المجالات السيبرانية ويمتلكون قدرات سيبرانية كبيرة، فعوضاً من أن تستهدف تلك الدول وتوجه قدراتها باتجاه بعضها البعض، من الأفضل أن تقوم بمد يد التعاون فيما بينها، وتشكيل حلف سيبراني قوي ضد الهجمات السيبرانية المنتشرة، والمملكة ستكون هي حلقة الوصل فيما بينهم ونقطة انطلاق ذلك التعاون، فطالما كانت المملكة هي المبادرة في الكثير من القضايا والمجالات، والرائدة في إبرام اتفاقيات التعاون والتحالفات القوية والمثمرة، والمملكة قد قطعت الآن شوطاً كبيراً في مجال الأمن السيبراني والتشريعات السيبرانية وأصبح لديها إمكانات بشرية وإلكترونية كبيرة ومتطورة.