وصف مدافع المنتخب السعودي والاتفاق والشباب والنصر سابقاً الدولي أحمد البحري حال الكتيبة الاتفاقية أنه لا يليق بمكانة وجماهيرية إتي الشرقية، مبيناً أن التخبط الإداري والفني كان عنوان السنوات الأخيرة لفارس الدهناء، وأشار البحري في حوار خاص ل»دنيا الرياضة» إلى تجاربه الاحترافية من خلال ناديي الشباب والنصر التي وصفها بالمميزة، كما تطرق إلى بعض ذكرياته التي عاشها عندما كان قائداً للفريق النصراوي قبل عودته مجدداً إلى بيته الأول الاتفاق. وتحدث ضيفنا عن أبرز محطاته مع المنتخب عندما تواجد في تصفيات كأس العالم 2006 وكأس آسيا 2007م، وكثير من التفاصيل حول البيت الاتفاقي والرئيس الأسبق عبدالعزيز الدوسري كشفها ضيفنا في ثنايا هذا الحوار: القزع ليس حرية شخصية.. وياسر القحطاني أقرب اللاعبين لي * كابتن أحمد نرحب بك عبر صحيفة «الرياض»؟ * أهلا وسهلاً وأشكركم على الاستضافة. * أين أحمد البحري حالياً عن الوسط الرياضي؟ * أنا ما زلت متواجدا وأتابع جيّدا الأحداث الرياضية، وسبق أن تواجدت في بعض البرامج الرياضية. * معروف أن أحمد البحري من أبناء الاتفاق، لماذا لم نشاهدك ضمن طاقم العمل بالنادي بعد اعتزالك؟ * صحيح، ونادي الاتفاق بيتي الثاني له حق علينا كلاعبين سابقين، على المستوى الشخصي أحترم الإدارة الحالية، ولو كانت لي عودة ستكون بعودة الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري، ولا أستطيع العمل مع غيره. * كيف ترى وضع الاتفاق الحالي؟ * من وجهة نظري الاتفاق ليس الاتفاق الذي نعرفه، أرى أنه بلا مستوى ولا عمل فني يليق باسم النادي، وأجانب الفريق لم يقدموا الإضافة الفنية عدا الحارس الجزائري رايس امبولحي، حتى على مستوى الإعلام الاتفاق فقد توهّجه وهيبته. * برأيك ما الذي تغيّر؟ * أشياء كثيرة تغيّرت، أذكر عندما كنت لاعباً أثناء فترة رئاسة عبدالعزيز الدوسري كنت أشعر بعلو كعب الاتفاق، وكانت جميع وسائل الإعلام حاضرة في النادي، كان الحضور الإعلامي للاتفاق قوياً جداً والإدارة عملها واضح أمام الجماهير. * هل تعتقد أن يعود الدوسري للرئاسة مجدداً؟ * كل التقدير والاحترام للإدارة الحالية على المستوى الشخصي، وأنا أتحدث هنا عن العمل فقط، بالنسبة لعودة الدوسري من عدمها فهذا يعتبر قراره، ولكني أجزم إن عاد ستعود هيبة الاتفاق وقيمته وحضوره القوي في المنافسة والكاريزما الخاصة بالنواخذة، وأريد أن أقول كلمة حق، أتت بعض الجماهير الاتفاقية إلى مكتب عبدالعزيز الدوسري الخاص لتقدم اعتذارها له وتطالب بعودته لرئاسة النادي. * بدأ إتي الشرقية بدايةً مميزة في الدوري، واستطاع الفوز على الأهلي بسداسية، ولكن سرعان ما تراجعت المستويات، برأيك ما السبب؟ * بداية أي منافسة يكون الحماس طاغياً على الفريق وما قدمه الاتفاق يعتبر اجتهادات وروح لاعبين، ثم تبدأ المشاكل الفنية بالظهور إذا كان العمل الفني غير جيد، ولم تُعالج الأخطاء. * كيف ترى أجانب الاتفاق وإضافتهم الفنية للفريق؟ * لم يقدموا المستوى المأمول منهم، الاتفاق اسم كبير ولا بد أن يكون اللاعب الأجنبي عنصرا يصنع الفارق لظهور الفريق بمستوى مشرف، أو الأفضل أن نعطي الفرصة للاعب السعودي. * ماذا تعني لك مشاركتك في كأس العالم 2006 وكأس آسيا 2007؟ * أرى أنها من أهم المحطات في مسيرتي الكروية عند وجودي في أكبر تظاهرة رياضية والاحتكاك بنجوم العالم، ولله الحمد استطعت أن أضع بصمتي في هذه البطولات الكبيرة جداً وبالتأكيد سيُوثق اسمي وأنا أرتدي شعار المنتخب في هذه المحافل الدولية. * برأيك هل اللاعب يحدد توجههُ بعد اعتزال الكرة سواء إدارياً أو فنياً؟ * اللاعب قبل اعتزاله لا بد أن يفكر ماذا سيعمل بعد الاعتزال، للأسف بعض اللاعبين عمل كإداري ثم أصبح مدربا فنيا، أرى أن تحديد التوجّه والتطوّر فيه أمر مهم. * أين ترى نفسك في الجانب الفني أم الإداري؟ * الحقيقة أني أميل كثيراً للجوانب الإدارية خصوصاً بعد احتكاكي الكبير بمدير المنتخب الأستاذ فهد المصيبيح وإداري فريق النصر محيسن الجمعان، فقد تعلمت منهما الشيء الكثير. * كيف تقيّم تجربتك مع الشباب والنصر؟ * بالمناسبة أحب أشكر الرمز الأمير خالد بن سلطان على اختياره لي لتمثيل الشباب، أيضا الرئيس خالد البلطان الذي كان يتميز بفكر إداري محنك واستطاع أن يعيد هيبة الشباب، بالنسبة لتجربتي فقد كانت جيدة وأضافت لي الكثير وأنا ما زلت أعتز بها، أيضاً أشكر الأمير فيصل بن عبدالرحمن والأمير فيصل بن تركي عندما تواجدت في صفوف نادي النصر وارتديت شعاره، أرى أنها تجربة جميلة جداً ولا تُنسى فقد وجدت البيئة الاحترافية المثالية وعشقت جمهور النصر الذي كان وفياً مع النادي لأبعد الحدود، كان النصر يعيش أجواء الأسرة الواحدة ويعود ذلك لوجود الرئيس فيصل بن تركي الذي كان قريباً جداً من جميع اللاعبين، وكان همّه الوحيد إعادة النصر إلى منصات التتويج وبالفعل استطاع تحقيق هدفه، لعبت للنصر ثلاثة مواسم، وغادرت النادي وما زالت الذكرى جميلة. * ما هو رأيك في وجود ثمانية لاعبين أجانب؟ وهل لها انعكاسات على اللاعب السعودي والمنافسة؟ * قرار جيد إذا كان بشكل مؤقت، لأنه من الصعب استمرار الدوري لسنوات طويلة بثمانية أجانب، وبالتأكيد شاهدنا ارتفاع المستوى الفني لبعض الفرق، وبالطبع الفائدة الكبرى للاعب السعودي من خلال احتكاكه بمحترفين على مستوى عالٍ ويملكون خبرة عريضة في الملاعب الأوروبية، خصوصاً أن اللاعبين السعوديين حالياً ما زالوا في بداية المشوار. * الفترة الذهبية بالنسبة لك، متى ولماذا؟ * بالطبع مشاركتي في كأس العالم 2006 وكأس آسيا 2007 وتجربتي الاحترافية في النصر محطات قدّمت لي الكثير وما زالت عالقة في ذهني، ولكن عودتي لفارس الدهناء تحت قيادة عبدالعزيز الدوسري من أجمل فترات مسيرتي الكروية. * هل فعلاً المنتخب يعاني من غياب المهاجم الهداف؟ * نعم المنتخب يعاني من غياب المهاجم أيضا على مستوى الدفاع إذ لا يوجد لدينا مدافعون يقدمون مستويات لافتة، تقريباً الأفضل حالياً عمر هوساوي فقط، وسبب هذا الشح في ظهور المواهب هو غياب الكشّافين في أندية المناطق وبطولات الحواري، لم يعد هناك كشّافون كما كان سابقاً. أخطاء الفريق هذا الموسم لم تعالج.. والمستوى الجيد في البداية بسبب الحماس * من كان أقرب اللاعبين لك في المنتخب؟ * أخي الغالي الكابتن ياسر القحطاني من أقرب الناس لي، تواجدنا في المنتخب 12 عاماً. * من خلال متابعتك للدوري، من ترشح أن يكون بطلاً في نهاية الموسم؟ * أعتقد أن الهلال أقرب لتحقيق الدوري، فريق متكامل ويتميز بالعناصر المحلية الأفضل بالدوري. * انتشرت في الآونة الأخيرة بين اللاعبين قصات (القزع) هل تعتبر ذلك خطأ أم حرية شخصية؟ * من وجهة نظري أنه خطأ وليس حرية شخصية وأتمنى أن يكون هذا الجيل مثلما كنا سابقاً، فاللاعب لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل ناديه وأسرته وتربيته، أستغرب من تقليد اللاعبين لأي أمر يصدر من الأجانب وهذا أمر لا يليق به كلاعب فالجميع يراه قدوة ولنا في محمد الشلهوب قدوة حسنة، أتمنى من إدارات الأندية أن تقوم بتثقيف اللاعبين في هذا الأمر. * هل تتمنى أن يُقام لك حفل اعتزال؟ * لا أحتاج الاعتزال، يكفيني تكريم الرئيس الذهبي عندما وجدت وظيفة تحت إدارته. * المساحة الأخيرة لك؟ * شكراً لكم في «صحيفة الرياض» على هذا الحوار الجميل، كما أشكر كل من دعمني خلال مسيرتي الكروية، وأتمنى أني كنت ضيفاً خفيف الظل على القارئ الكريم. البحري مع الدوسري