لخصت صحيفتنا «الرياض» تجربتنا السياحية الحديثة بأنها تتحدث لغة العصر. وهنا نقف لنسأل أنفسنا أي لغة سياحية كنا نتحدث في الماضي؟ أعتقد أن طرح هذا السؤال لا ينتقص من تاريخنا المؤسسي وإنما يوثق التدرج التاريخي المنطقي الذي لا بد وأن تكون لغة العصر هي لغة مؤسسة بدأت تكتمل رؤيتها. فالجهود التي بذلت في الماضي قد وضعتنا على الطريق الصحيحة التي بدأت بحماية مواقع الآثار وحفظ التراث وتأسيس المتاحف وتشجيع الهواة والمهتمين بالميدان السياحي للاستثمار، وأخيراً توجنا تلك الجهود بالأقسام والكليات العلمية المهتمة بالسياحة والتراث والآثار. فنحن نحصد الآن بلغة العصر وهنا بيت القصيد. فالدولة تسابق الزمن لتتبوأ المكانة التي تستحقها في مصاف الدول، فبلادنا تمتلك كل مقومات التقدم والازدهار والنمو في هذا القطاع الحيوي، فمن يذكر قصة مدينة أورلاندو الترفيهية الأميركية العالمية يدرك أنه لا مستحيل في هذه الصناعة. فقد كانت منطقة مستنقعات وأحراش وتماسيح وثعابين وبعوض، جو رطب حار وأعاصير وأمطار دون بنية تحتية وذلك قبل أربعة عقود تقريباً، وأصبحت الآن على قائمة المدن العالمية الجاذبة للسياحة العائلية، ومثلها جبال فالنسيا في جنوب كاليفورنيا التي تحتضن ملاهي «six flags» لا تبتعد كثيراً عن منطقة «القدية» بالرياض. نعم أقارن بينهم لمعرفتي الشخصية ومعايشتي للمنطقتين منذ ثلاثة عقود. ولذا عندما نتحدث اليوم سياحياً بلغة العصر فنحن نتحدث بلغة المال والاستثمار في الإنسان والمكان. وهنا أتمنى أن نبدأ بتأسيس شركات ترفيه عائلي يقبل بها المواطن شريكاً ويدعمها بالحضور والمشاركة. فليس كل ترفيه يقبل به الكل بسبب التعريف والمشاركة. ولكن الترفيه العائلي لا يختلف عليه إنسان لديه أسرة يحافظ عليها ويسعى للترويح عنها، نعم لدينا مشكلة توافقية في تعريف الترفيه، وهذا الإشكال المعرفي ناقشته مع طلابي في الدراسات العليا عندما عملنا مشروعاً أتمنى أن يرى النور قريباً بعنوان» صناعة الترفيه في مجتمع محافظ» واضع هذا الجهد العلمي أمام هيئة الترفيه إن أرادت الإفادة من زوايا الطرح والنقاش المقدم عبر بوابة النقد العلمي الإعلامي. ما يهمنا جميعاً أن تكون بلادنا في مصاف الدول تقدماً، وتتحدث بلغة العصر وبقبضة على الثوابت وعين على المستقبل.