"العلا".. ذلك الاسم الضارب في التاريخ لم يكن بالاسم الجديد أو المفاجئ بالنسبة للسعوديين وإن لم تكن وجهة سياحية مهمة بالنسبة لهم، لكن هذه المحافظة لم تحظَ يوما بهذا الاهتمام العالمي إلا بعد توجه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لإبرازها على المستوى العالمي، لتكون أهم وجهة سياحية تراثية وثقافية تعد من أهم الثروات الوطنية وأكبر الأماكن الآثارية لأقوام وحضارات غابرة ذات مكانة في الجانب التاريخي والإنساني والثقافي والتراثي. هذا المشهد التاريخي والأثري والجمالي الذي تعرف عليه العالم اليوم وقصده من كل الأمصار والأقطار، كان للرؤية السعودية التي قدمها سمو ولي العهد الفضل في إبرازه وما واكبه من تحولات استثمارية وسياحية وهدف يؤمّه محبو التراث والفنون. البداية كانت من خلال المشروعات المتعاقبة والحفلات العالمية الأسبوعية في مهرجان "شتاء طنطورة"، الذي أثار قرائح المبدعين ورضا وارتياح الجمهور، الذين رأوا استراتيجية مذهلة لصناعة السياحة واستغلال الآثار والتاريخ كعناصر جذب لأطياف المجتمع السعودي والعربي ومن أقطار العالم أجمع، ويدعم الاقتصاد الوطني وسيستفيد منها المجتمع بمختلف طبقاته. يقول الفنان القدير عبدالله السدحان: إن الاستراتيجية الجديدة ل"رؤية العلا" مذهلة ومبشرة بالخير لا سيما من حيث التنظيم والهيكلة التي تتناسب مع طموحنا كسعوديين أن نرى العلا في عين كل إنسان على المعمورة، لقد أصبحنا الآن من خلال الرؤية السعودية هدفاً استثماريا، وجاذباً سياحياً من خلال الفعاليات الثقافية والحفلات الغنائية العالمية التي لفتت أنظار العالم إلى "شتاء طنطورة" وهذا الجذب والإبهار في عدد الحفلات يأتي دعما للاقتصاد الوطني. ويؤكد السدحان أن الفعاليات في شتاء طنطورة تمثل جانباً مهماً من الاقتصاد البديل، وستخدم اسم المملكة في كل مكان من حيث استقطاب الأسماء العالمية التي تزور المنطقة وستسهُم في تعزيز السياحة السعودية، مضيفاً أن وجود هذه الفعاليات الاحترافية، وتقديمها بشكل ثقافي فني يساهم في نظرة التغيير الإيجابية للثقافة العامة. من جانبه قال الفنان عبدالرحمن الشومر: رؤية العلا هي جزء من رؤية المملكة، وبالتالي هي منطلق يتماشى مع طموحنا أن نكون رقما واسما عالميا وفي مصاف الدول السياحية الكبرى في العالم، ومنها سننطلق لنتصدر العالم في جوانب عدة منها استثمار السياحة والحفاظ على التراث العالمي في منطقتنا، مؤكدا أن ما قدمه سمو ولي العهد من رؤية تسعد قلوب الجميع على أرض المملكة الذين كانوا يتطلعون إلى نهضة كبرى في كل المجالات، وقال: سأتحدث عن جانب "شتاء طنطورة" الذي لفت أعناق العالم أجمع إلى محافظة العلا خاصة والمملكة بشكل عام كمنارة للسياحة والتراث، على مستوى العالم. وأضاف الشومر: في حفلات شتاء طنطورة يتواجد عباقرة الفن العالميين، وهذا عين التعريف على مستوى العالم إضافة إلى العجلة السريعة التي تدفع الاقتصاد الوطني نظراً لما تملكه المملكة من تنوع فني عظيم سيتيح لنا تقديمه فيما بعد للعالم. فيما وصف المخرج عامر الحمود، هذه الاستراتيجيات والرؤية الجديدة للعلا، هي الحدث الأهم في تاريخ المنطقة، بصفتها منطقة سياحية مليئة بالآثار، وهذه الرؤية هي مجال تنويري للتعريف عنها أكثر من ذي قبل واستثمارها بشكل مميز يتيح لها أن تكون الهدف العالمي الأوحد فيما بعد. وقال العامر: المنطقة بشكل عام ستكون هدفا لكل المخرجين بالعالم لما فيها من تضاريس وجبال مختلفة، إضافة لتاريخها الأثري العميق جدا والمغروس في عمق التاريخ، والفنانون العالميون الذين زاروا المنطقة عبروا عن دهشتهم من البرامج الثقافية التي شاهدوها وكذلك المشروعات السياحة التي استهوت قلوب الجميع.