رفعت شركة «أرامكو السعودية» أسعار عقود البروبان لشهر فبراير الحالي بزيادة 10 دولارات للطن عن شهر يناير الفائت ليبلغ السعر 440 دولاراً للطن، فيما رفعت أسعار عقود البيوتان بزيادة 50 دولاراً للطن عن شهر يناير ليبلغ 470 دولاراً للطن، وتمثل هذه الأسعار سعر التصدير من ميناء رأس تنورة تسليم على ظهر سفينة، في وقت تمثل الأسعار التي تحددها أرامكو سعراً استرشادياً للمصدرين الآسيويين لهذه المواد. في وقت تعد « أرامكو» أكبر مصدر لسوائل غاز البترول إلى الأسواق الآسيوية حيث تسوق «أرامكو» سوائل الغاز كالبروبان والبيوتان إلى شركات البتروكيميائيات المحلية بخصم قدره 20 % عن أسعار التصدير من ميناء رأس تنورة وذلك حسب التسعيرة الجديدة التي بدا تطبيقها منذ بداية العام الماضي. ويبلغ متوسط إجمالي إنتاج «أرامكو السعودية» من البروبان طاقة 5,2 ألف برميل يومياً في 2018، تشكل مبيعاتها طاقة 4,9 ألف برميل يومياً. في حين يبلغ متوسط إجمالي إنتاج البيوتان طاقة 3,5 آلاف برميل يومياً. وفي نظرة لمنحى أسعار البروبان والبيوتان خلال عام 2018 فقد حقق سعر البروبان أعلى ارتفاع بقيمة 600 و655 دولاراً للطن لعقود سبتمبر وأكتوبر على التوالي، في حين بلغت الأسعار أدنى مستوياتها لشهر يناير الماضي. في حين سجل البيوتان أعلى سعر بقيمة 635 و655 دولاراً للطن لسبتمبر وأكتوبر على التوالي، إلا أنه سجل أدنى مستوياته لعقود يناير الماضي. ويأتي الارتفاع الكبير في أسعار عقود البيوتان بزيادة 50 دولاراً للطن في غير صالح قلة من شركات البتروكيميائيات في المملكة وأبرزها شركة «كيان السعودية» والتي تعتمد عليه كلقيم أساسي لعمليات الإنتاج بنسبة أكثر من 80 %، في الوقت الذي دائماً ما تربط شركة «كيان السعودية» نتائج أرباحها بمستوى أسعار البيوتان والذي يرتبط أيضاً سعره بسعر النافثا العالمي، في حين تعتمد أغلب المصانع البتروكيميائية الأخرى بالمملكة على لقيم الإيثان الذي لا تقارن تكلفته بتكلفة لقيم البيوتان. وتحظى شركة رابغ للتكرير والبتروكيميائيات «بترورابغ» التابعة لأرامكو بكميات كبيرة من سوائل الغاز الطبيعي من أرامكو وتشمل 95 مليون قدم مكعبة يومياً من غاز الإيثان ونحو 15 ألف برميل يومياً من البيوتان لتمنحها القدرة على إنتاج 2,5 مليون طن متري سنوياً من البولي إيثيلين وأحادي جلايكول الإيثيلين، والبولي بروبلين، وأكسيد البروبيلين. ويأتي ارتفاع الأسعار على خلفية الطلب القوي حسبما أفاد المتداولون وفق مسح «بلاتس» لسبعة تجار لغاز البترول المسال الذين توقعوا ارتفاع الأسعار لعقود فبراير. في حين توقع أحد المتداولين في أوروبا تحسن الطلب لمنتجي الشرق الأوسط الذين سيحاولون الاستفادة، ملفتاً إلى ارتفاع متوقع في أسعار السلع الاستهلاكية نتيجة لذلك. وقال المشاركون في السوق إنه يوجد حالياً سوق ذو مستويين، حيث إن أسعار الشحنات الأميركية أقل من أحجام الشرق الأوسط، حيث يدفع المشترون الصينيون أقساطاً ثابتة لشحنات البضائع في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتصارعون فيه مع التعريفات الجمركية المرتفعة المفروضة على الواردات من البضائع الأميركية. وقال متعاملون إن المشترين الصينيين رصدوا مصادر لغاز البترول المسال ليس فقط من الشرق الأوسط ولكن أيضاً من أستراليا وكندا وغرب إفريقيا، وقال متداولون إنهم توقعون أن تتحول أسعار عقود البوتان لشهر فبراير إلى علاوة تبلغ 15-30 دولاراً للطن مقارنة بخصم قدره 10 دولارات للطن ليناير الماضي. وهذا التغيير من شأنه أن يجعل أسعار العقود أكثر تماشيًا مع المقايضات الحالية والسوق الفعلية والتي قال المتداولون إنها كانت بسبب الطلب الجيد من جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا. وقال تاجر من الممكن أن تكون قلة صادرات الشرق الأوسط قد تسببت في قوة البيوتان حيث سمع عن محدودية البيوتان بسبب نقص شحنات البيوتان الإيرانية بعد العقوبات الأميركية، وتراقب شركة أرامكو السوق عن كثب وهي التي تحدد أسعار غاز البترول المسال الذي يتم رفعه من الموانئ السعودية في ينبع، ورأس تنورة، والجعيمة تحت عقود التوريد، حيث إنها تميل إلى تحديد مستوى الأساس لتسعيرة غاز البترول المسال في معظم الأسواق شرق السويس.