إن كان الحب في نظر الأدباء عشق وهيام وضوء قمر، فهو في نظر الباحثين مجرد توافقات شخصية وتراكيب كيميائية يفرزها المخ في حالات عاطفية معينة.. في جامعة كونيكت قامت كلية الاجتماع بدراسة (400) زوج وزوجة تسود بينهما علاقة الحب والوئام اتضح في نهايتها أن استمرارية الحب لا تكون إلا بين أشخاص يتصفون بالتقارب الاجتماعي والإيمان بنفس القيم والمبادئ؛ ويؤيد هذا الرأي دراسة مماثلة من جامعة منسوتا تم فيها تغذية الكمبيوتر بمعلومات شخصية عن المتحابين من الطلبة واكتشفت أن الحب يربط بين شخصين يتماثلان في الطباع والخلفية الاجتماعية والمبادئ المشتركة، ثم يترسخ ذلك من خلال تغيرات كيميائية حقيقية في المخ!. وفي جامعة ستانفورد تصنف الدكتورة ماروك الحب كمرض حقيقي يؤثر على كيميائية المخ ويسبب أعراضا جسمانية ونفسية أهمها السرحان وانخفاض حاسة التذوق والشعور بالمرارة في الحلق وفقدان الشهية، ويشاركها ذلك الرأي الدكتور ليبوينتز من معهد الطب النفسي في نيويورك الذي لاحظ ارتفاع نسبة الفينيل ايثالمين في أمخاخ المحبين، وهذه المادة هي إحدى أنواع "الامفيتامين" المخدرة ذات الأثر الإدماني، والتي ثبت أنها السبب المباشر لحالات الخدر والسرحان التي تصيب المحبين! وفي أغلب الحالات كان الإعجاب بملامح الشخص المقابل أو صفاته الشخصية مدخلا للعلاقة تقل أهميته مع تبني المخ للموضوع برمته. فلكل منا مقاييس مسبقة للجمال والصفات الشخصية متى ما (تجسدت) في الشخص المقابل ولد الحب والميل للارتباط به! أما المرحلة التالية فهي ما أسميها غسيل المخ حيث تتأثر كيميائية المخ ببعض المواد المفرزة نتيجة تلك العلاقة - وبالتالي يمكن ترتيب مراحل الوقوع في الحب بابتسام فكلام فتوافق فغسيل مخ! باختصار شديد؛ طالما ثبت أن عقول المحبين واقعة تحت تأثير مواد شبه مخدرة مثل الفينيل ايثالمين، فإن الحب عندها يصبح فعلا إدمانا يصعب التخلص منه.. فرفقا بالمحبين أيها السادة.