لن أطيل الوقوف على خسارة مدرب بقيمة جيسوس لأنها برأيي امتداد طبيعي ومتوقع لخسارة رئيس بقيمة سامي الجابر وهي خسارة مزدوجة لمنظومة كنت وما زلت مؤمناً أنها كانت ستذهب بالهلال بعيدًا. لا وقت لتقليب صفحات صارت من الماضي فالفريق يملك اليوم إدارة مجتهدة وعملياً قامت بسوق شتوية جيدة أبرمت فيها صفقات مؤثرة على مستوى الأجانب أو حتى اللاعبين المحليين وإن كنت أرى أنها على المستوى المحلي لم تلامس الاحتياج الحقيقي فالفريق يفتقر لحارس مرمى يعوض غياب الحبسي المحتمل آسيوياً ويفتقر أيضاً لمهاجم بديل لجوميز وحديثي هنا آسيوياً فقط عندما تضطر لخسارة نصف أجانبك بسبب نظام البطولة. وعلى مستوى الجهاز الفني يبدأ اليوم الكرواتي زوران ماميتش تجربته مع الهلال بمواجهة الخبير فتحي الجبال في مواجهة غير مأمونة، زوران صاحب التجربة المقبولة عمرًا ومنجزًا في الخليج أظهر في فترات الاستقرار وتوفر الأدوات قدرة ممتازة على إدارة الفرق التي عمل بها وهو لمن يعرفه لا تنقصه البراعة التكتيكية ولا تنقصه التجربة ويمتاز بقربه من لاعبيه وهذا الأمر تحديدًا يصنع الفارق في العادة في ملاعبنا. زوران مع الهلال سيتوفر على جودة أدوات لم تكن متاحة له مع النصر أو العين ومع جودته التكتيكية لا أشك في نجاحه لكن هذا لن يجنبه بعض الصعوبات التي قد تعترض بدايته وهذه طبيعة البدايات التي يجب أن تُقابل بالصبر اللازم لتجاوزها. السطر الأخير: الهلال يستقبل الليلة الفتح والفوز يبتعد بصدارته بفارق 6 نقاط عن أقرب منافس قبل 12 جولة من النهاية، هذا السيناريو سيكون أجمل بداية ممكنة لزوران وهو كفيل بترتيب أوراق كثيرة على المستوى المعنوي بعد جملة التغييرات الأخيرة، أما على المستوى العملي فمن أهم تقاليد الدوري البناء على عثرات المنافس المباشر وهو ما يجب أن يفعله زوران ولاعبوه.