بدأت الحياة السياحية والترفيهية السعودية تتنفس الصعداء من خليج نيوم على شاطئ البحر الأحمر إلى جزر البحر الأحمر (كاريبيان البحر الأحمر) على امتداده وفي أعماقه، ليصبح مشروع تطوير هذه الجزر مركزاً جاذباً للزوار في بيئة نظيفة هواؤها نقي ونغماتها أمواج تتراقص، وكأنها تقول: إنني في انتظاركم لأقدم لكم أحلامكم وتطلعاتكم وأفضل الخدمات من فنادق ضخمة ويخوت فاخرة ومطاعم بحرية ومراكز تجارية وترفيهية جاذبة وممتعة وخليط بشري فوق أرضها وخليط حي تحت بحارها، هنا تجتمع السعادة والمتعة السياحية بمنظور اجتماعي واقتصادي وحضاري بين الزائر المحلي والأجنبي نحو مستقبل أفضل وعلاقات محلية دولية رسالتها أننا شعب طموح وطبيعي نستقبل ونرحب بجميع زوارنا من العالم من حولنا دون تمييز أو تفضيل نحو أهداف مشتركة مضامينها الأمن والسلام والاستقرار العالمي. إن الموافقة على تطوير مشروع البحر الأحمر برؤية واضحة أملها الريادة والابتكار في عالم السياحة والترفيه وكفاءة الخدمات لتصبح جزر البحر الأحمر من أهم الوجهات السياحية العالمية لقضاء العطلات والاستكشاف والاجتماعات، وبرسالة مهمة بأن هذا المشروع سيسهم في تنويع الاقتصاد وزيادة إجمالي الناتج المحلي وخلق فرص عمل متنوعة في بيئة بحرية متنوعة، وصولا إلى أهداف المشروع المحددة والواضحة والقابلة للقياس بتحقيق إيرادات كبيرة وبنمو سنوي مطرد في مرحلته الأولى في 2021 ومرحلته الثانية في 2030 في مسار الرؤية الطموحة. لقد سبقتنا منطقة البحر الكاريبي التي يوجد بها أكثر من 28 دولة جزرية وأكثر من 7,000 جزيرة فردية وتضم جزراً قبالة السواحل الجنوبية، وأميركا الوسطى، فضلا عن تلك ليوارد وجزر ويندوارد والرئيسية لكوبا، وجامايكا، هيسبانيولا (هايتي والجمهورية الدومينيكية وبورتوريكو). وقد زارها أكثر من 30 مليون زائر برحلات عددها 27 مليون في 2017، رغم أخطار الأعاصير (تقرير منظمة السياحة الكاريبية)، مما زاد نمو إجمالي ناتجها السياحي ب(1.7 %) في 2017، وبإنفاق تجاوز (37) مليار دولار، وما زالت الولاياتالمتحدة السوق المصدر الأكبر للسياحة في منطقة البحر الكاريبي، وأقل من (15) مليون سائح قادمين من أوروبا وكندا والمملكة المتحدة. إن مشروع جزر البحر الأحمر سيصبح «كاريبيان الشرق الأوسط» وسيحقق جزءاً كبيراً من أحلامنا وأهدافنا وينعش السياحة الداخلية والدولية من أوروبا وآسيا والشرق الأوسط ثم أميركا، مع تطوير (22) جزيرة من أصل 90 جزيرة، وتشييد أكثر من (14) فندقاً ومنتجعاً بسعة (10) آلاف غرفة فندقية على هذه الجزر، والمناطق الجبلية والصحراوية، إضافة إلى إنشاء المرافق السكنية والتجارية والترفيهية فائقة الفخامة، مما سيولد (70) ألف وظيفة وبمساهمة (22) مليار ريال في إجمالي الناتج المحلي في 2030.