تخوض مصافي تكرير النفط في العالم خلال 2019 معترك فرط إمدادات النفط الخام والتي تشكل تحدياً كبيراً لقدرتها على استهلاك وفرة المعروض المقدر بنحو ثلاثة ملايين برميل في اليوم، والتي تمثل زيادة تاريخية لم تشهدها أسواق الطاقة منذ عقود، في حين لم يثبت مدى تأثر مصافي شركة أرامكو السعودية في أميركا والصين واليابان وماليزيا والتي تزودها أرامكو بالنفط الخام من الوفورات المفرطة في وقت تشهد جميع مصافي أرامكو توسعات مدمجة للتكرير والبتروكيميائيات والتي تتطلب إمدادات متزايدة دائمة من النفط. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير: إن صناعة التكرير العالمية ستواجه تحدياً لعام 2019، وسيتعين على القطاع استيعاب 2.6 مليون برميل في اليوم من الطاقة الجديدة هذا العام وهي أكبر زيادة سنوية له منذ السبعينات، إضافة إلى مشكلات هذه الصناعة، فإن بعضا من القدرة الجديدة لعام 2018 أصبحت الآن تتزايد ومن شأنها تكثيف المنافسة بين المصافي القائمة، وعلى الرغم من الضغط الهبوطي على هوامش شهر ديسمبر الماضي بسبب ارتفاع معدل الإنتاج إلى 84.2 مليون برميل في اليوم، فإن التوقعات الخاصة بالهوامش ليست واضحة تمامًا، حسبما ذكر التقرير والذي يُتوقع أيضاً انتعاش كبير في الطلب على المنتجات المكررة هذا العام، في حين إذا كان دعم أسعار النفط الخام يدعم هوامش التكرير، فإن معدلات الاستخدام لن تنخفض، ومع ذلك إذا استمر متوسط أسعار النفط الخام في الارتفاع للعام الثالث على التوالي فقد تنكمش هوامش الربح إلى مستويات تباطؤ القوة في بعض مناطق التكرير. وفي العام 2018، كانت الزيادة في متوسط سعر خام برنت بواقع 16 دولارًا على أساس سنوي تعني أن مكاسب الهامش من العام 2017 قد تم محوها في المراكز الإقليمية الرئيسة الثلاثة، على حد قول التقرير، كما أن عمليات الإطلاق الجديدة في 2018 و2019 لم تبدأ في التأثير على الصناعة العالمية، وقالت الوكالة: إن شركة تكرير النفط في تركيا لم تظهر بعد في أرقام الإنتاج لأن بدء التشغيل كان بطيئا نوعا ما، ومن المخطط أن تبدأ المصفاة بتصدير منتجاتها الأولى إلى السوق في يناير الحالي، ومن المتوقع أن تصل المصفاة إلى طاقة إنتاجية كاملة في بداية العام الجديد. ومن المتوقع أيضاً تعافي نشاط التكرير الألماني من سلسلة الحوادث في الخريف الماضي، وقالت مصفاة "بايرن أويل" في البلاد التي لم تنشر بعد منذ اندلاع حريق في الخريف: إنها تتوقع استئناف العمل في الربيع، ومن المتوقع أن تنمو مصفاة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا بمقدار 180.000 برميل في اليوم في العام 2019 بعد انخفاض قدره 250.000 برميل في اليوم في العام 2018، في حين أن عمليات التشغيل الروسية زادت 130 ألف برميل في اليوم في العام 2018 في أول زيادة سنوية منذ العام 2014، فيما يتوقع في 2019 أن تعكس تغييرات الضريبة على صناعات المصب المكاسب التي تحققت في 2018. في وقت سجلت أميركا اللاتينية أكبر انخفاض لها على أساس سنوي عند 600 ألف برميل في اليوم وسيستمر تأثير التباطؤ حتى الربع الرابع من العام 2019، ولكن بالنظر إلى أرقام 2019 فإنها تتضمن تأثير الإغلاقات الدائمة في ترينيداد وجامايكا ومن المحتمل أن أميركا اللاتينية قد استنفدت إمكانية حدوث المزيد من الانخفاضات في نشاط التكرير، ويتوقع أن يؤدي التباطؤ في أميركا اللاتينية إلى عدم دعم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من نموها، إلا أنه من المتوقع أن يساعد نمو الإنتاج على زيادة القدرات الجديدة في الربع الأخير من العام. فيما تظل الصين والشرق الأوسط أكبر مصادر نشاط التكرير المتزايد، في حين أن إيران تعمل على زيادة الوحدات الجديدة لمصفاة على ضفاف الخليج والتي سترفع إنتاجها من البنزين في إطار المرحلة الثالثة حيث بدأت المصفاة عملياتها في إنتاج البنزين في أكتوبر 2018 وكانت تهدف إلى تحقيق الاستقرار في العمليات في الشهرين التاليين، فيما سيتم إطلاق المرحلة الثالثة من المصفاة لإنتاج الديزل بحلول 20 مارس. وفي الصين قالت مصادر مقربة من شركة تشجيانغ للبتروكيميائيات: إنها تعتزم بدء العمليات التجريبية على وحدة تقطير الخام ووحدة التقطير الفراغي في فبراير ضمن المرحلة الأولى من المشروع، في حين بدأت شركة هينجلى للتكرير والكيميائيات الصينية فى داليان بمقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين التشغيل التجريبي لمصفاتها التي تم إنشاؤها حديثا بطاقة 400 ألف برميل يوميا، وتم تغذية النفط الخام في الوحدة الأولى من وحدة التكرير في المصفاة وبدأ تشغيل الوحدة في منتصف ديسمبر 2018.