يخوض كبار مقاولي أعمال إنشاءات وتوسعات وتطوير حقول النفط والغاز على البحر واليابسة في العالم تنافساً كبيراً للظفر بإحدى صفقات حقلي "بري" و"مرجان" النفطيين البحريين الواقعين على ضفاف الخليج العربي وهما من أهم الحقول البحرية في الإقليم وتضم عددًا كبيرًا من الآبار تحت البحر تتطلب استثمارات ضخمة لتطويرها بأفضل التقنيات عالية الكفاءة المدعمة بالقدرات الرقمية الكبيرة التي تضمن سلاسة العمليات، حيث تسعى شركة أرامكو السعودية لأمل إحلال الطاقة النفطية الجديدة في الوقت المناسب محل التراجع في الطاقة النفطية من الحقول الأخرى في أماكن أخرى. وتواصل أرامكو السعودية طرح عدة عقود ضخمة متنوعة لكافة مشروعات حقلي "بري" و"مرجان" النفطيين لتوسعة إنتاج النفط والغاز بإجمالي استثمارات إنشائية وتطويرية للحقلين ومرافقهما قدرت بتكلفة 21 مليار دولار، منها 15 مليار دولار لمشاريع مرجان وستة مليارات دولار لمناقصات حقل البري وتمثل جزءًا من خطط أرامكو الاستراتيجية للتوسع في إنتاج النفط والغاز والتكرير والكيميائيات تشمل أكثر من 70 مشروعًا رئيسًا قيد التنفيذ، بميزانية رأسمالية تبلغ 414 مليار دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة. وتشمل مشاريع الحقلين إنشاء المنصات النفطية وجزر الحفر ووحدات لفصل الغاز عن النفط ووحدات المعالجة وتطوير وحدات قائمة وكافة خدماتها ذات الصلة بتطوير حقول النفط والغاز المغمورة، فيما لم تغفل أرامكو أهمية تأسيس شراكات استراتيجية مع شركات التصنيع المحلية وتكوين تحالفات لتنفيذ المشاريع المعقدة والكبيرة في الحقول الهائلة التي تديرها أرامكو السعودية في الخليج العربي. وقالت شركة سايبم الإيطالية إحدى أهم مقاولي الأعمال البحرية النفطية في العالم على موقعها بأنها حصلت على عقدين من شركة أرامكو السعودية بقيمة 1.3 مليار دولار لتطوير حقلي النفط بري ومرجان تشمل القيام بأعمال التصميم والهندسة والمشتريات والبناء والتركيب وتنفيذ الأنظمة البحرية، بالإضافة إلى إرساء خطوط الأنابيب والكابلات تحت البحر. وأضافت "سايبم" أن إبرام العقدين يأتي كجزء من اتفاقية طويلة المدى للأنشطة البحرية للشركة في المملكة والتي تم تجديدها في عام 2015 وحتى 2021. وكانت شركة "سايبم" قد قادت اتحاد لبناء أكبر منصة بحرية في المملكة ضمن المقاولة المسندة لها وذلك ضمن برنامج أرامكو السعودية للمحافظة على طاقة الإنتاج في المنطقة البحرية، وشملت المقاولة أيضاً تصنيع وتركيب أربع منصات إنتاج للنفط وما يرتبط بها من خطوط أنابيب وكابلات كهرباء، وتم تركيب المنصة البحرية في حقل المرجان لتستقبل سوائل الإنتاج من ثماني منصات فوهات آبار بحرية لتضخها إلى معمل المرجان لفرز الغاز من الزيت رقم 2 عبر خط أنابيب بقطر 24 بوصة، إضافة لتوصيل لكهرباء إلى المنصة البحرية بجهد 115 كيلوفولط لتوزعه بجهد 15 كيلوفولط إلى منصات فوهات الآبار البحرية الثمانية نفسها عبر كابلات كهربائية أو ألياف بصرية مركبة تحت سطح البحر. فيما تشمل توسعة إنتاج حقل البري البترولي الواقع جنوبالجبيل زيادة إنتاجه بإضافة 250 ألف برميل يومياً من النفط الخام العربي الخفيف لتصل طاقته الإنتاجية إلى 500 ألف برميل في اليوم بحلول 2023م، في وقت تسعى "أرامكو" جاهدة للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى الثابتة لنفطها بما يحقق التوازن بين العرض والطلب العالمي وحاجة مصافيها داخل المملكة وخارجها. وتمضي "أرامكو" حالياً قدماً في أعمال تشييد وبناء جزيرتي حفر اصطناعيتين بالقرب من الشاطئ على الجانبين الشمالي والجنوبي لميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل لدعم جزر الطاقة الإنتاجية في حقل البري، ومن المتوقع إنجاز المشروع في منتصف عام 2020م، في حين يشمل البرنامج تركيب معمل جديد لفرز الغاز من النفط في جزيرة أبو علي، ومرافق إضافية لمعالجة الغاز في معمل الغاز في الخرسانية لمعالجة 40 ألف برميل من المكثفات الهيدروكربونية المصاحبة لزيادة إنتاج النفط الخام في البري. وينعم حقل بري الذي يقع جزء منه على اليابسة والآخر على البحر باحتياطيات تزيد على 15 مليار برميل مدعمة بعدد 11 موقعاً لخزن النفط العربي والنفط الخام الإضافي الخفيف ويتم نقل غاز الضغط المنخفض إلى محطة غاز البري في الموقع ذاته، ويتضمن المشروع إنشاء مرفق لمعالجة الغاز لتوسعة مصنع للغاز المرتفع والمنخفض الضغط المرتبط به من حقل النفط ومعمل الغاز في البري. حقل مرجان يستقبل أكبر منصة بحرية عائمة تم تصنيعها في المملكة توسعات ضخمة لحقل البري لبلوغ 500 ألف برميل يومياً