لم يكن التلفزيون السعودي بكل قنواته يحتاج إلى جلب مشاهير السوشل ميديا أو مذيعين في قنوات منافسة لكسب أرقام «إضافية» من أعداد المشاهدين دون تقديم مادة برامجية حقيقية تنافس بها القنوات الأخرى. هذه التجربة لم تنجح مع قنوات خليجية سبقتنا إليها، ومع ذلك فقد أعادتها بنفس الكيفية قناة sbc عندما استعانت بالمذيع أحمد الحامد الذي عرف واشتهر قبل سنوات كمحاور إذاعي ومقدم برامج مسابقات خفيفة مثل «6 في 1»، ليتم منحه فرصة تقديم برنامج حواري بعنوان «مسيان». كنت مثل غيري أستحضر فخامة وروعة وتباين الفكر في البرامج بالقنوات الأجنبية والعربية التي تذهل المشاهد وتجعله يبحث باستمرار عن القناة في كل مكان. كان لدينا عجز في مقارعة هذه البرامج بسبب أفكار البرامج وإعدادها، لم يكن لدينا قصور في المقدمين، كنا أصحاب قدرة إعلامية مشهودة، لكن تراجع المستوى في السنوات العشر الماضية جعل قنواتنا تستعين بمقدمي البرامج من الخارج أو السوشل ميديا. في رمضان الماضي وحسب الفرص الكثيرة في قناة «sbc» التي كانت قد انطلقت للتو، تم منح الحامد فرصة ذهبية للعودة من جديد، ليقدم برنامج «تالي الليل» الذي صوره في دبي مستضيفاً فنانين سعوديين، لكن البرنامج مرّ مرور الكرام ولم يستطع منافسة البرامج الحوارية التي كانت تعرض على «روتانا» وmbc، ثم عادت القناة التي حلت بديلاً عن القناة الثقافية، لاستقطاب أحمد الحامد من جديد وتقديم نفس البرنامج ولكن بمسمى آخر هو «مسيان» على أساس أنه ترفيهي كوميدي ثقافي، يبث عبر sbc بالتزامن مع إذاعة الرياض. وأيضاً لم ينجح هذا البرنامج ولم يؤثر لا على المشاهدين ولا على المستمعين ولم يحقق الهدف المنشود منه، وهذه نتيجة غير مفاجئة لأن الضيف والأستوديو التقليدي والإعداد البدائي والحوار البطيء مؤشر واضح لضعف مستوى البرنامج وعدم قدرته على المنافسة. هذا الحضور التلفزيوني المتواضع يأتي عكس ما عُرف به اسم أحمد الحامد من نجاحات إذاعية سابقة يتذكرها جيل التسعينات وبداية الألفية عندما كانت برامجه منصة يتحدث فيها النجوم وتنطلق منها «المانشتات» المثيرة التي تصبح حديث الشارع. كل هذا لم يحدث مع «مسيان» الذي اكتفى بضيوف عاديين إلا ما ندر، ولم تثر حلقاته أي صدى عند الجمهور، وهو ما يمثل خذلاناً للمسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون الذين يبدو أنهم توقعوا أن وجود الحامد سيضمن لهم استقطاب كبار النجوم إلى شاشة sbc الوليدة وللأسف اتضح لهم أنه لا «مسيان» ولا الحامد نجحا في تحقيق المأمول منهما رغم الفرصة الكبيرة والدعم الذي وجداه من الهيئة، وتمنينا لو أن تلفزيوننا العزيز منح هذه الفرصة للمذيعين الشباب القادرين على مواكبة المرحلة وجذب الجمهور وتحقيق التميز.