منذُ بزوغ نجومية مهاجم منتخبنا ونادي الهلال السابق سامي الجابر مطلع التسعينات الميلادية من القرن الماضي حتى أعلن رحيله عن الملاعب بعد مسيرة طويلة مطرزة بالذهب والبطولات والألقاب والأمجاد والسواد الأعظم بوسطنا الرياضي من نقاد وإعلام وجماهير منقسمين حول هذا السامي حتى أولئك المنتمين للبيت الهلالي الذي ينتمي له سامي. هذا الانقسام والذي لم يسبق له مثيل بتاريخ رياضتنا وإعلامها ونقادها وجماهير لا ذنب لسامي ولا حول له به. فهناك من أنصار سامي الجابر ومحبيه من تطرف في حبه وغالى وجعله فوق نجوم كبار سبقوه بالإنجازات والبطولات وكانت لهم صولات في وقت يشق سامي طريقه للنجومية، هذه التطرف والمبالغة في الثناء على سامي الجابر وهو في بداية ظهوره أثار حفيظة المحبين والعشاق في المعسكر الآخر الذين وقفوا واتخذوا من سامي موقف العداء نكاية بتلك الأصوات التي بالغت في حبه فلم يعد يقنعها أي شيء يحققه سامي الجابر فإن ساهم في حسم بطولة قالوا إنه ينتمي لفريق قوي ومدعوم من اللجان والحكام وإن حقق إنجازا فرديا ورقما متفردا قالوا محظوظ ويجامله الإعلام. هذه المواقف المتضادة قد ألتمس لبعض أصحابها العذر كونها نابعة من عاطفة وتعصب للنادي ومنافسه، لكن ويالها من لكن.. تلك الآراء التي تصدر من أشخاص ينتمون للإعلام والتي لا هم ولا قضية لها إلا التقليل من سامي الجابر والنيل منه ببلاهة وحماقة لا طب ولا مداوي لها. لا أنتمي للنادي الذي ينتمي له سامي الجابر ولا تربطني به علاقة شخصية وقبل هذا وذاك لست من الفئة الرداحة المداحة لكنني لا أستطيع إنكار ما قدمه سامي الجابر للكرة السعودية وللمنتخب ونادي الهلال من عطاءات ومجهودات توجت بالألقاب والإنجازات التي مازالت ذاكرة المختلفين والمتربصين تتذكرها قبل المحبين. سامي الجابر قد لا يكون اللاعب الأفضل فنيًا بتاريخ الرياضة السعودية على امتداد تاريخه الطويل لكنه اللاعب الأكثر تأثيرًا والأوفر عطاءً ومنجزات بل إنه بهذه المنجزات والمسيرة الذهبية لا منافس له على الإطلاق بعد أن بنى له مجدًا كبيرًا ووثق التاريخ بصمته بمداد من ذهب. فاصلة: إنصاف سامي الجابر والثناء على ماقدمه وما يحققه لا يعني أبدًا التقليل من النجم الكبير النجم ماجد عبدالله ولا من المعجزة يوسف الثنيان ولا من الموسيقار المميز فهد الهريفي ولا من المبهر محمد نور كلا فالقمة تسع الجميع لكنه حق مستحق لنجم سطر وخلد اسمه بتاريخ الرياضة السعودية فاستحق بجدارة ذلك وما تحقيقه مساء الأمس لجائزة (جلوب سوكر) والتي أقيمت بمدينة دبي وسط حضور وتجمع لكم غير مسبوق من الشخصيات والنجوم العالمية إلا دلالة على أنه فخر الرياضة السعودية.