في تاريخ 21 ربيع أول 1440 هجرية، نشرت صحيفة المدينة مقالا بعنوان «مائة سنة لتوطين الوظائف الصحية» بقلم الأستاذ عبدالله الجميلي - وفقه الله - تحدث فيه عن تأكيد وزير الصحة - وفقه الله - على حاجة الوزارة إلى أكثر من 27 ألف ممرض وممرضة، وما يزيد على 22 ألف طبيب بين اختصاصي واستشاري، مُضيفا أنهم أعلنوا الوظائف الأخيرة ولَم يتقدم لها إلا 68 مواطنا فقط، وأن تلك الأرقام تؤكد وجود بعض الخلل في منظومة الجامعات السعودية، ولَم تواكب السوق السعودي وإمداده بالكوادر الوطنية المؤهلة، فالقبول في الكليات الصحية محدود جدا، وإذا استمر على المُعدّل نفسه فلا يمكن تغطية احتياجات المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية ولو بعد مئة سنة؛ لذا آن الأوان لتقوم وزارة التعليم بالتنسيق مع وزارة الصحة بوضع خطة زمنية لا تتجاوز عشر سنوات، يتم فيها توطين وظائف قطاعات الطب والصيدلة والتمريض.. إلخ. بلادنا العزيزة قادرة بحول الله على القضاء على البطالة، فقط تحتاج إلى عدم الاعتماد على تشغيل الوافد، ومنح الثقة بشباب الوطن من الجنسين رجالا ونساء. إن أقدم كلية طب في بلادنا العزيزة عمرها اليوم أكثر من 51 عاما، وأقدم معهد تمريض هو مدرسة التمريض في مكة وأنشئ عام 1344ه. ولو اعتبرنا أن أول معهد صحي حديث افتتح عام 1379، فسيكون عمر التمريض أكثر من 61 عاما، والسبب وراء كل هذا؛ أعني التأخير في التوطين التمريضي، هو تعقيد شروط القبول، والقبول لعدد محدود ضيق، ويضاف إليها اليوم عدم وجود الخبرة للجامعيين. والجامعي من أين وكيف يحصل على الخبرة وهو للتو استوى، ومن خلال متابعتي للصحف والآراء سبق أن قرأت منذ أكثر من 16 عاما ما كتبه الكاتب صالح العبدالرحمن التويجري معلقا على تصريح للدكتور عبدالله الربيعة، الذي حدد مئة عام لتوطين التمريض، وقال هذا: لا يكفينا وأعيد أن مئة عام لا تكفي، وأتمنى من المسؤولين زيادة الاهتمام، والاطلاع على ما يُكتب من ملاحظات وأخطاء عبر الصحف عن التطبيب والتمريض، فنحن في حاجة إلى الأطباء والممرضين على اختلاف درجاتهم العلمية والمهنية.