يتيح المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" لزواره القيام بجولة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية خلال 3 ساعات, يتمكن من خلالها الزائر من الوقوف على نماذج مستوحاة من تاريخ وحاضر 13 منطقة، ومشاهدة التنوع الثري لبيئات المملكة المختلفة وثقافات أبنائها وعاداتهم وتقاليدهم، وسط إيقاع الفلكلور الشعبي الذي تتميز به كل منطقة مصحوبًا بأهازيج من التراث القديم. ومن الجنادرية يستهل الزائر جولته في واقع افتراضي لجميع مناطق المملكة بزيارة جناح بيت مكةالمكرمة الذي يفوح بعبق التاريخ العظيم لبيت الله العتيق وحرمه الشريف والآيات البينات مقام سيدنا إبراهيم، والحجر، ونبع زمزم ، إضافة إلى الروائح الزكية للورد الطائفي التي تعج بها أروقة الجناح الذي يعمل فيه الصناع وأصحاب الحرف المكية. ويتضمن الجناح مشاركة خاصة للأسر المكية المنتجة، وعرض أبرز الصناعات والحرف اليدوية إضافة إلى أشهر المطاعم المكية التي اشتهرت بتقديم أصناف من المأكولات الحجازية، كما يُجسد الجناح النهضة الحضارية والمشروعات التنموية العملاقة التي تشهدها منطقة مكةالمكرمة ومحافظاتها كافة، ويقدم عرضاً للعديد من المجسمات التي تفصل المشروعات المنفذة في المنطقة لتحقيق رؤية المملكة 2030. ومن مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة حيث مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيلفت نظر الزائر "العريش" الذي يحكي قصة أفضل العصور بتفاصيلها الدقيقة، ناشرًا نسائم العهد النبوي من خلال المحتويات القيّمة التي يضمها وُيعرف بتاريخ وتراث منطقة المدينةالمنورة وموروثها النبوي الأصيل، وما شهدته من تطور مع عرض لمشاريعها المستقبلية. ويضم الجناح, مجسماً يبين المدينةالمنورة ومكوناتها الجغرافية والعمرانية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مسلطاً الضوء على 53 موقعاً جغرافياً تاريخياً وفق ما جاءت بها المعاجم وكتب السيرة, كما يتضمن المجسم قصص الحروب والغزوات التي كانت شاهدة على قيام الأمة الإسلامية. وينتقل الزائر بعدها إلى جناح بيت المنطقة الشرقية ليطلع على بعض من فصول الحياة القديمة التي عرف بها أهالي الشرقية خلال الخمسينيات الميلادية، فيتنقل بين المباني المعروفة بطرازها المعماري التاريخي، ويخوض بعضاً من تجارب معيشتهم آنذاك. ويستقبلك أهالي بيت المنطقة الشرقية بالأهازيج الشرقية التي تشتهر بها المنطقة، وكذلك بالتراث والحِرف والألعاب الترفيهية والضيافة العربية والأكلات الشعبية والألعاب الحماسية، إضافة إلى فتح أبواب مرافقه التي تجمّلت بالطراز المعماري التراثي ك "مدخل قلعة تاروت والمدرسة الأميرية وجبل قارة والخيمة الشعبية ومسجد جواثا, كما يتيح لك التعرُّف على العديدٍ من المرافق الشعبية الحيوية التي تشتهر بها المنطقة ك "الليوان، ومجلس الضيافة، ومعرض الواحة، والخيمة الشعبية، وفعاليات وحرف جديدة". وفي جناح قرية عسير تمتزج الأصالة والتراث مع الحاضر، إذ تعدّ القصور التراثية احد المعالم البارزة لزائري القرية لتجسد الصور الحقيقية لمختلف بيئات منطقة عسير وإظهار بيئتها التراثية والحضارية, وتضم قرية عسير ثلاثة قصور كبيرة تمثل طابع البناء التقليدي القديم في المنطقة، حتى تنقل ثقافة الإنسان العسيري وعادته في كل عام للمشاركة في المحفل الكبير, واستطاعت قرية عسير التراثية استقطاب زوار الجنادرية الذين يحرصون على الاطلاع على ما تزخر به المنطقة من مبانِ قديمة وموروثات شعبية متنوعة سواء في السراة أم تهامة، ليرى فيها شاهداً على ما كان عليه الإنسان في منطقة عسير في الماضي. وإلى الشمال حيث جناح بيت الجوف الذي تفوج منه رائحة الزيتون، يرى الزائر مئذنة مسجد عمر أحد أوائل المآذن الإسلامية، كما يرى موروث المنطقة ومنتجاتها من : التمور والحرف اليدوية، ويطلع على تاريخها العريق, فضلا عن الاستمتاع بالعروض الفلكلورية من: الدحة، والعرضة، والسامري, ليصل في نهاية المطاف إلى بيت الشعر الذي يستضيف زوار جناح الجوف بالتمر والقهوة. ولايفوت الزائر للجنادرية إطلالة جناح بيت القصيم المشتهر برج الشنانة التاريخي، والقصر التراثي، والبيت القصيمي، ومبنى من طابقين يضم 13 جناحًا لعدة جهات منها " اكتشف القصيم, و النخلة والعقيلات, و الشيخ محمد بن عثيمين, والاستديو الشعبي, وتراث القصيم العلمي, وجناح القصيم الحضارية. وفي مقابل مبنى جناح القضيم يوجد ساحة واسعة تتنوع بين محلات وأكشاك تجارية تضم الحرفيين والفنانين التشكيليين والأكلات الشعبية ومجسم لصخرة عنترة والكليجا , وكذلك الفعاليات الشعبية والعرضة النجدية في ساحة المعرض وعلى مسرح الجناح الخارجي . ويقفا جناح بيت حائل التراثي شاهداً على كرم الضيافة من خلال ما يقدمه البيت الحائلي من مشروبات ساخنة مثل: القهوة، والشاي، والزنجبيل، والتمر، والمعمول ، يصحبها حسن الاستقبال ورحابة الصدر التي تعتبر رمزاً أصيلاً بين أهالي المنطقة وعادة حسنة استمدوا إرثها من الكرم الحاتمي. ويقدم جناح حائل عددًا من الفقرات المنوعة والألوان الشعبية التي تنفذها فرقة حائل الشعبية وفي مقدمتها العرضة السعودية والسامري، إلى جانب عرض المنتجات المحلية التي تشتهر بها المنطقة ومن أبرزها : السدو، والتطريز، والسجاد، والجلود، وخبز الصاج، وبعض الأعمال الفنية التي لها علاقة بهذا المجال وعدد من الفعاليات الرجالية والنسائية. ويضم الجناح ساحة الفنون الشعبية وسوق حائل القديم والحرف اليدوية، ومعرض الفنون التشكيلية، وسوق الحرف النسائية والعرض المسرحي المفتوح وسوق الأكلات الحائلية الشعبية وبيت حائل القديم، والسوق النسائي التراثي. أما جناح منطقة الباحة فيعيد للأذهان حكاية بساط الريح الأسطورية الذي ينقل الإنسان من مكان إلى آخر، فمنذ اللحظة الأولى لدخول بيت الباحة يشعر الزائر من خلال ما يشاهده من تفاصيل البناء والممرات، وتصميم أدوار البيت ومداخله وموجوداته ومحتويات المتحف وأزياء المؤدين للون العرضة واللعب والمسحباني مع لمعان السيوف والجنابي والرقصات وأهازيج الحصاد واختيار السقوف وألوان الجدران التي تشكل مع أصوات الزير وأهازيج البنائين وصوت السواني وروائح المأكولات الشعبية والنباتات العطرية والتحية التقليدية "مرحبا هيل عد السيل". وفي مشهد آخر من مشاهد السعودية، تمتزج الأصالة والتراث مع عراقة الحاضر في قرية جازان التراثية، وتبرز قرية جازان كمعلم حضاري لحقبة زمنية من تاريخ المنطقة العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر، حيث يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلاً للعيان في صور حية وأنماط تراثية ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعاً لبيئة المنطقة وتضاريسها عبر واجهة بانورامية متكاملة لتاريخ جازان ببيئاته وثقافته وحضارته المتميزة منذ القدم، حيث يلفت النظر بالقرية البيت الجبلي بعمرانه الصلب وقوة التصميم ومتانته الملائمة للبيئة الجبلية التي تحولت منذ القديم لبيوت أو عمران ومدرجات وحقول زراعية وبهجة وحياة. وتعكس قرية نجران التراثية هوية منطقة نجران التاريخية والاجتماعية والمعمارية وأساليب الحياة فيها ، مصورة مختلف أنماط الحياة في المنطقة ومحافظاتها ومراكزها وهجرها وما تضمه من آثار ضاربة في أعماق التاريخ ومن أهمها الأخدود وآبار حمى ، وطابع العمران النجراني المميز والفنون الشعبية والحرف اليدوية، إلى جانب أبرز المقومات الحضارية والسياحية بالمنطقة . ويشتمل بيت الحدود الشمالية على عدد من البرامج الثقافية والتراثية وفلكلور وموروثات شعبية تشتهر بها المنطقة، إلى جانب مقتنيات أثرية معروضة من خلال جناح المعارض الذي تشارك فيه جهات حكومية, وهناك عددا من الحرفيين المتخصصين في صناعة السمن البري والفراء وقرص الجمري، وهناك قسم للأعشاب الشمالية، وقسم لبيئة المنطقة لعرض أهم ثروات المنطقة، النباتية والحيوانية، إلى جانب مسرح لعرض الفلكلور الشمالي. وفتحت قرية منطقة تبوك التراثية في الجنادرية نافذة لزوارها، بما تمتلكه المنطقة من شواهد متعددة لنهضتها التنموية، ومكونات طبيعتها المتباينة ومكانتها التاريخية الضاربة في جذور التاريخ. وعكست القرية مسيرتها المتجددة نحو التنمية.