السمنة مرض مزمن يعرف بتراكم الدهون الزائدة في الجسم مما قد يؤثر على الصحة، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تضاعف عدد المصابين مرض السمنة في العالم 3 مرات تقريبا خلال 40 سنة ما بين عام 1975 و 2016 م، وبناءً على إحصائيات المنظمة لعام 2016م فإن نسبة المصابين بمرض السمنة في العالم هي 39% عند البالغين أكبر من 18 سنة وحوالي 13% يعانون من السمنة المفرطة، أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-18 سنة فقد ارتفع معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة بشكل ملحوظ من 4% في عام 1975 إلى ما يزيد عن 18% في عام 2016م. إنه من الصعب تحديد السبب الحقيقي للسمنة لكن من المحتمل أن يكون ناجماً عن عدة عوامل مجتمعةً معا كالعوامل الوراثية ،البيئية والسلوكية، وقد أوضحت الدراسات أن هناك صلة واضحة بين علم الوراثة والسمنة، حيث أنه تم اكتشاف بعض الجينات التي قد تكون مرتبطة بزيادة الوزن، وهناك أيضا أدلة على أن توزيع الدهون في الجسم يتم التحكم به عن طريق العوامل الوراثية، فعلى الرغم من أن التأثيرات الوراثية تزيد من نسبة تعرض بعض الأفراد للسمنة، فإن التأثيرات البيئية والسلوكية لها دوركبير وهام أيضاً، حيث أن المجتمع الحديث يوفر الكثير من الطعام الغير صحي والوجبات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة مما يؤدي إلى الزيادة في الوزن. علما بأن السمنة لا تحدث بين عشية و ضحاها إلا أنها تنتج تدريجيا مع مرور الوقت، نتيجة نظام غذائي غير صحي ونمط حياة سيء، مثل: تناول كميات كبيرة من الطعام الجاهز أو الوجبات السريعة، تناول كميات أكبر مما تحتاج، شرب الكثير من المشروبات السكرية - بما في ذلك المشروبات الغازية وعصير الفواكه. إن العلاقة بين عدد الوجبات (كم مرة تأكل في اليوم) والوزن مثيرة للجدل إلى حد ما، فهناك العديد من التقاريرالتي تفيد بأن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يأكلون بمعدل أقل من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، حيث لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات صغيرة أربع أو خمس مرات يومياً، لديهم مستويات أقل أو أكثر استقراراً من الكوليسترول وسكر في الدم من الأشخاص الذين يتناولون كميات أقل من الطعام (وجبتان أو ثلاث وجبات يومياً)، أحد التفسيرات المحتملة هو أن الوجبات المتواترة الصغيرة تنتج مستويات ثابتة من الأنسولين، في حين أن الوجبات الكبيرة تتسبب في ارتفاع كبير في كمية الأنسولين بعد تناول الوجبات مما قد يفسر الزيادة في الوزن، وهناك بعض الحالات الطبية التي تسبب زيادة في الوزن والسمنة مثل قصور الغدة الدرقية، متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، متلازمة كوشينغ، ونقص هرمون النمو. وعلاوة على ذلك فإن زيادة الوزن هي من أحد الآثارالجانبية الشائعة للعديد من الأدوية مثل بعض ما يستخدم بعلاج الحساسية، الاكتئاب، اضطرابات المزاج، الصرع، الصداع النصفي، ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، كما أن بعض وسائل منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة والمنشطات قد تؤدي أيضا إلى حدوث زيادة تدريجية في الوزن. ومن المهم الأخذ بعين الإعتبار أن تناول هذه الأدوية قد يتسبب بزيادة الوزن لذا يتوجب مراقبة الوزن بإستمرار، وفي حال وجود زيادة ملحوظة في الوزن ننصح بعدم التوقف عن تناول الدواء من غير إستشارة الطبيب المعالج أو الصيدلاني لتجنب وقوع أي مضاعفات تعتبر المواظبة على نمط حياة صحي بالغذاء وممارسة النشاط الجسدي من أهم أسباب تقليل الإصابة بالسمنة ومنع وقوع المضاعفات المترتبة عليها لنتمكن من عيش حياة صحية وسليمة. * قطاع الرعاية الصيدلية