يسعى كتاب «الأنا المتجسد.. دراسة في فينومينولوجيا الجسد» تأليف سارة عز الدين، والصادر في القاهرة حديثا إلى محاولة تحديد مفهوم «الأنا المتجسد»، أو الوعي المتجسد، وكيفية تطوره في إطار الفلسفات الفينومينولوجية، وتحديد مدى إسهام كل منها في إضافة بعد أو آخر للمفهوم، وكيف تمكن كل فيلسوف من توظيفه داخل إطار فلسفته الخاصة، وداخل حدود الفينومينولوجيا بوجه عام، وكيف أدار أتباع الاتجاه الفينومينولوجي حوارا مع المجالات المعرفية الأخرى، مثل علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما في بلورة مفهوم «التجسد»، بحيث أفاد كل منهما الآخر. ويهدف الكتاب –بحسب تعبير المؤلفة- إلى توضيح كيف يمكن الاستعانة بمفهوم «الأنا المتجسد» في محاولة تعريف «الأنا بوصفه وجودا»، وصياغة مفهوم متكامل عن الذات، وبيان الصورة التي يمكن من خلالها توظيف مفهوم «التجسد» وجوديا، بحيث يمكن التعويل عليه في محاولة كشف الوجود الإنساني وعلاقته بالوجود بما هو كذلك، إضافة إلى تحديد إسهام فينومينولوجيا الجسد في بلورة نظرية للمعرفة تتجاوز العقلانية والتجريب على حد سواء، وذلك بتفسير العلاقة التفاعلية بين الوعي والجسم وبين الوعي والعالم من خلال التجسد، ومدى إسهام هذه العلاقة في تفسير الإدراك الحسي، ومن ثم تفسير إمكانية معرفتنا بالعالم.