تتشبع دماء المجتمع القصيمي عموما ومجتمع عنيزة خصوصا بثقافة البيع والشراء، وبنزعة فطرية للتجارة، و»سوق المسوكف» ترجم كل ذلك، هذا السوق يقع في وسط محافظة عنيزة، بالقرب من موقع سوق المسوكف القديم، الذي تمت إزالته عام 1394ه، وشكل رئة لحياة الناس اليومية آنذاك، كما يقع جنوب غرب القصر الطيني -بيت البسام الأثري-، الذي يمثل طراز العمارة القديمة في عنيزة، وأحد المعالم البارزة في القصيم، بطراز معماري رائع، تبلغ مساحته 5000م2، ويتكون من عدد كبير من المحال التجارية للرجال والنساء، ومتحف مساحته 320م2، وساحات ومجالس شعبية وممارسة للحرف الشعبية والعروض التراثية الأسبوعية والشهرية. أنشئ السوق الحالي على طراز سوق المسوكف القديم، الذي كان من أشهر الأسواق التجارية في منطقة نجد في وقت سابق، على نفقة أبناء الشيخ عبدالله بن حمد الزامل -رحمه الله-، وتبرعت هيئة السياحة والآثار بالقصيم بإنشاء المشروع، وتم البدء بأعمال البناء عام 1427ه، وافتتح عام 1431ه، وترجع تسمية السوق بهذا الاسم نسبةً إلى مجموعة «السواكيف»، التي يتم وضعها في السوق، حيث تُنصَب خشبتان من شجر الأثل تسمى السواكيف، حتى لا تتمكن الجمال والدواب التي تحمل الأمتعة من الدخول إلى السوق. ويعد من المعالم السياحية على مستوى المملكة، حيث تقام فيه العروض التراثية، وتمارس الحرف الشعبية، ويشهد مزاداً شهرياً للقطع التراثية، ويشتمل موقعه على عدة أقسام، هي المحال التجارية -الدكاكين-، يتم تأجيرها بأسعار رمزية، ومجالس شعبية -القهوة-، والمجلس المفتوح، والمتحف وساحة للعروض المرئية، وكذلك مكاتب إدارية، وجلسات شعبية، ومدخلان رئيس وآخر فرعي، وخدمات ومطاعم شعبية، مع مرافق خدمية ومواقف للسيارات، كما توجد داخله بئر عمقها 23م أنشئت قبل نحو 170 عاماً، وفي متاحف السوق تستعرض القطع التراثية بطريقة منظمة، أرفقت من خلالها أسماء القطع مع تعريف موجز عنها، وشروح وافية وحية من أصحاب المتاحف للزوار عن القطع النادرة وطريقة استخدامها، التي تبلغ أكثر من 30000 قطعة تراثية نجدية متنوعة، احتوت على العملات المعدنية والنقدية والسيوف، والأواني القديمة، ولوحات السيارات وغيرها كثير، كما تحتوي متاحف السوق على عدد من المطبوعات والمخطوطات الأثرية، إلى جانب أعداد من الصحف السعودية، وغيرها من المعروضات النادرة، ويتضمن السوق قسماً خاصاً بالنساء يتم من خلاله عرض جميع مستلزمات المرأة. وبهدف إبراز الأصالة وإحياء ذكرى السوق القديم باعتباره أحد أقدم الأسواق في نجد، يقام مهرجان سنوي داخل السوق، وهو «مهرجان المسوكف»، يسعى إلى المحافظة على التراث والحرف التراثية الشعبية وكذا الفنون والألعاب القديمة، كما يهدف إلى الانتعاش الاقتصادي لأصحاب الحرف اليدوية، ودعم الأسر المنتجة والترويج لأصحاب المتاحف والأواني المنزلية التراثية، وفتح منافذ تسويقية لهم، كما يمنح عدالة الفرص بين الشباب والشابات، من خلال تهيئة سبل العمل للجنسين، إضافةً إلى إيجاد المتنفس، إذ لم يعد يقتصر على بيع السلع، بل إلى ما هو أبعد، حيث شهد منتديات ثقافية وشعرية وغيرها من البرامج ضمن خطة المهرجان، وتقدم الأهازيج الشعبية على أرضه، علاوةً على الفعاليات الترفيهية والتثقيفية الجاذبة، كما يتم عرض عدد من السيارات الكلاسيكية للزوار، إضافةً إلى احتضان السوق فعاليات أخرى شتوية من خلال مهرجان الحنيني. ويتوافد على الموقع الزوار والمتسوقون من كل مناطق المملكة، وله مرتادوه من دول الخليج العربي، خاصةً في المناسبات والمهرجانات المختلفة، والالتقاء بأصحاب المحال، وطرح استفساراتهم، والتقاط الصور لأروقة السوق. فن يدوي ممارسة الألعاب الشعبية