يزداد تغير العالم الذي كنا نعرف، هذا التحول الإلكتروني الذي نشهده في كل المجالات يخلق عالماً جديداً، كل شيء أصبح إلكترونياً، حتى تعاملنا المالي العزيز على قلوبنا يتحول شيئاً فشيئاً إلى مجرد وهم رقمي لا نلمسه ولا نشعر بوجوده! هذا الوهم الرقمي الذي أصبح جزءاً راسخاً في حياة كثيرين، بات هدفاً أكثر جاذبية للمجرمين عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى زيادة سريعة في قرصنة العملات الرقمية، فسجلت زيادة بأربعة أضعاف في منطقة الشرق الأوسط بمفردها، لترتفع من 3.5 ملايين في العام 2017 إلى 13 مليوناً في 2018، وفق تقديرات مختبر كاسبر العالمي المتخصص في رصد التحليلات التقنية.ورغم المكاسب التي حققتها هذه الأوهام الرقمية التي نتعامل بها بدل أموالنا، إلا أن الارتفاع المتواصل في الهجمات التي تستهدفها خلق انخفاضاً ثابتاً ومتواصلاً هذا العام 2018 في استخدامها وسيلة للدفع، وفق تحليلات المختبر، ما يعني أنه لا عودة إلى الارتفاعات الكبيرة التي كانت تحققها أسعار تلك العملات مثل البيتكوين، مع استقرار قيمة العملة الرقمية بشكل يعكس شعبيتها. والحقيقة أن ثمّة جمهور محدود ممن يهمه أمر تلك الأوهام الرقمية المالية، وهي في طريقها إلى انحسار كبير في العام المقبل.