استبشر المواطنون بإعلان الميزانية الأضخم في تاريخ المملكة بعد أن اعتمدها قائد مسيرة الخير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والتي أكد خلالها العزم على المضي قدماً في طريق الإصلاح الاقتصادي وضبط الإدارة المالية، وتعزيز الشفافية وتمكين القطاع الخاص. وهذه الميزانية بما قدمته من أرقام هي مؤشر جديد على تعزيز خطوات الدولة الواثقة استناداً على رؤية 2030 الطموحة، وهي ثمرة جهد متواصل وعملٍ دؤوب في طريق المجد نحو ضمان مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة. كما أنها تأكيدٌ واضح على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومرونته في مواصلة تحسين مستويات الأداء الحكومي، وفق معايير الشفافية وتنفيذ الإصلاحات الشاملة التي تقوم بها الدولة في مواصلة الجهود ضمن العملية التنموية التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين في تسخير كافة الإمكانيات للمحافظة على المكتسبات الوطنية، بعد أن وضعت المواطن على رأس أولويات الجهود التي تبذلها لمواصلة رفد وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، حيث بلغ حجم الإنفاق 1.106 تريليون ريال، وبمعدل نمو 7.3 % عن المتوقع لعام 2018م. كما يتوقع ارتفاع الإيرادات بنسبة 9.0 % لتصل إلى 975 مليار ريال، وبهذا يبلغ عجز الميزانية المقدر لعام 2019م نحو 131 مليار ريال، أو ما يعادل 4.2 % من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل عجز متوقع بنحو 136 مليار ريال في العام 2018م بنسبة 4.6 % من الناتج المحلي الإجمالي. ونحن كمهتمين في مجال الاتصال المؤسسي ندرك العمليات التي يتم من خلالها تحقيق الإنجازات للوصول إلى الهدف، وما يحتاجه ذلك من تخطيط مدروس وخطوات علمية واثقة، وهذا ما قام به صانع القرار للوصول بالميزانية إلى هذه الأرقام المميزة في تاريخ الوطن. ولا شك أن نجاح أي عمل يقوم في الأساس على الطريقة التي يتم فيها الاتصال بين الجهات القائمة على المشروع، ومدى فاعلية التقويم المستمر خلال خطة العمل، وهذا ما لاحظناه خلال الإعلانات التي قدمتها وزارة المالية بعد أن نفذت مبادرات نوعية خلال العام 2018 كصدور التقارير الربع سنوية عن أداء الميزانية العامة، بالإضافة إلى البيان التمهيدي الذي صدر في شهر سبتمبر الماضي، في خطوة تعكس شفافية ودقة المتابعة للوضع المالي العام للمملكة. إن هذه الميزانية المباركة أكدت وبالأرقام مستوى النمو الاقتصادي العام للبلاد، ومدى الحرص الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- على رفاهية المواطن وتعزيز الشفافية في سياق العمل بالنهوض نحو مصاف الدول المتقدمة وتحقيق التطلعات لتقدم كافة الخدمات للمواطنين بكل يسر وسهولة. إن مثل هذه الإنجازات الوطنية، تحتم علينا كمسؤولين وممارسين للاتصال المؤسسي مواكبة الطموحات، كما تضاعف المسؤولية علينا جميعاً لتحقيق تطلعات ولاة الأمر. فنحن صناع الاتصال دورنا محوري وتكاملي في إنجاح الخطط وإبراز الجهود، كما أني على يقين بأن زملائي في المهنة يَعون أهمية دورهم في نقل الأهداف والرسائل محلياً ودولياً بطرق ابداعية وابتكارية وبأساليب محفزة ومؤثرة. وذلك يأتي من خلال العمل كفريق واحد يرسم استراتيجياته العملية ومهامه اليومية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030، وبالتالي تتكامل الجهود الوطنية في رسم صورة زاهية تعكس واقعنا الوطني وتسهم في ازدهار مستقبل أمتنا. فشكراً لولاة أمرنا، وشكراً للمسؤولين على ثقتهم في بنات وأبناء الوطن ونحن بعون الله ثم بتلاحمنا وتعاوننا سائرون على طريق النجاح وتحقيق آمال أمتنا.