نجح -بفضل من الله- فريق طبي متخصص بقسم جراحة المخ والأعصاب بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة من استئصال ورم ضخم ضاغط على الجهة الأمامية من جذع الدماغ ومحاط بأعصاب وشرايين الدماغ الرئيسة لسيدة نيجيرية بالعقد الخامس من عمرها في عملية نوعية ومعقدة تعد واحدة من أعقد عمليات جراحة المخ والأعصاب وقاع الجمجمة. وأوضح الفريق الطبي أن المدينة الطبية استقبلت حالة تم تحويلها من أحد مستشفيات مكةالمكرمة، وكانت تعاني حسب تشخيص المستشفى المحالة منه من آثار ورم صاحبه استسقاء وزيادة في ضغط الدماغ أدى إلى الإصابة بعمى وضغط على جذع الدماغ والمخيخ وأعصاب الدماغ من العصب الخامس إلى العاشر وضعف في جميع الأطراف منعها من القدرة على الحركة والمشي ومن صعوبة في البلع مما استدعى وضع أنبوب للتغذية. ولأهمية سرعة التعامل مع هذه الحالات الحرجة والتدخل جراحيا كانت الحالة في طريقها إلى التدهور التدريجي والمؤدي إلى الوفاة -لا سمح الله-، قام الفريق الطبي على الفور بإجراء الفحوصات السريرية والمخبرية وتصوير الدماغ والحبل الشوكي الذي أظهر بالإضافة إلى الورم وجود استسقاء في الدماغ وأيضا تجمع للسائل الدماغي داخل الحبل الشوكي العنقي. وقام الفريق الطبي بالاجتماع ووضع خطة العلاج على مراحل كان أولها إجراء عملية جراحية أولية لتخفيف تجمع السائل الدماغي بوضع أنبوب تفريغ من الدماغ إلى تجويف البطن كإجراء أولي يساعد في التخفيف من ضغط الدماغ، واتضح بعد ذلك لفريق تخدير المخ والأعصاب وفريق العناية المركزة للأعصاب صعوبة إدخال أنبوب التنفس في العملية الأولى مما استدعى التشاور بين أعضاء الفريق الطبي لوضع أنبوب تنفس عن طريق شق حنجري كعمل احترازي خوفا من تدهور الحالة مستقبلا. وكخطوة تمهيدية تم إجراء تخطيط لشرايين الدماغ عن طريق القسطرة وهو ما ساعد في التخطيط للإجراء الجراحي بإشراف من استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري د. محمد غازي عبده، واستشاري مشارك د. حسين خشيفاتي، واستشاري مساعد د. يسري الهمص، تم استئصال كامل الورم مع المحافظة على شرايين الدماغ وعلى أعصاب الدماغ المحيطة وجذع الدماغ وتم استخدام المراقبة العصبية أثناء الجراحة من قسم فسيولوجيا الأعصاب وأجهزة الملاحة الجراحية واستغرقت العملية ما يقارب 14 ساعة.