لا شك أن مع قدوم فصل الشتاء يتعرض الكثير من الأسر في هذه الأيام إلى مخاطر شديدة وعادة عندما تكون درجة البرودة شديدة للغاية مما يعرض المجتمع إلى خطورة الأمراض الشتوية كالإنفلونزا وغيرها من الأمراض المنتشرة، وعادة ما يذهب الكثير منا إلى المخيمات البرية للاستمتاع بالأجواء الباردة، ومن أعراض خطر التدفئة قلة الأكسجين المتنفس للإنسان، وبذلك يزداد ثاني أكسيد الكربون في الجو فيزداد التسمم منه، وذلك بعدم توافر أجهزة التدفئة الحديثة في المخيمات الصحراوية، فهذا الغاز ينتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية واحتراق الفحم، فهو لا رائحة ولا لون له فلذلك لا يدركه الإنسان ويستنشقه تلقائياً فيصل إلى الدم مباشرة بصورة تدريجية. من أعراض التسمم بهذا الغاز هو الصداع الشديد والضعف العام والتوتر والغثيان والخمول وفقدان الوعي وقلة ضربات القلب. فما بالك إذا تعرض لها الأطفال الصغار داخل البيوت فيسبب خطراً شديداً عليهم.. البعض يستخدم الفحم والحطب كوسيلة للتدفئة، فهو خطر ليس فقط في استنشاق الغاز السام وإنما يتعدى ذلك إلى حدوث حرائق راح ضحيتها وفيات عديدة وبعض الحالات في غرف الإسعاف، وفي مثل هذه الفترة من السنة معظمهم أطفال إما أن يكونوا قد أصيبوا باختناق بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون أو بسبب حريق حدث في غفلة من الأهل أو بسبب شرب بعضهم سائل الكيروسين المستخدم في إشعال الحطب أو الفحم، حيث يكون في متناول هؤلاء الأطفال الذين لا يدركون مدى خطورة هذه المركبات، وتكون المسؤولية كاملة على من يرعاهم في البيت لحمايتهم بعد حماية الله سبحانه وتعالى من تلك المخاطر التي لا تحمد عقباها. الواجب علينا مراعاة إشعال الفحم والحطب خارج المخيمات، والحذر عند شدة الهواء وارتفاع اللهب وحدوث حرائق، فعند إدخالها إلى مكان المسكن يجب فتح النوافذ والأبواب لمرور التيار الهوائي؛ وذلك لتفادي عملية الاختناق للكبار والصغار، وإبعادها عن المواد سريعة الاشتعال كأقمشة المخيمات والفراش والملابس القطنية الشتوية، والتأكد التام بعد تدفئة المكان من إطفائها عند النوم، وبعد ذلك مراقبة الأطفال أيضاً، وعد رمي مخلفات التدفئة من الفحم والحطب في صناديق القمامة حتى يتم التأكد التام من إطفائها حتى لا تسبب كوارث بالمنازل. نسأل الله السلامة وأن يمر علينا هذا الفصل بأمن وسلام.