نجح فريق الأشعة التداخلية والقسطرة بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة في إنقاذ حياة فتاة في العقد الثالث من العمر أصيبت بنزيف حاد بعد الولادة، تمثل في خروج دم غزير عن طريق المهبل. وتمت السيطرة على حالة المريضة بمستشفى النساء والولادة و نقل ما يزيد عن عشر أكياس من مستخلصات الدم من قبل الفريق المختص و من ثم التواصل المباشر مع فريق الأشعة التداخلية بمدينة الملك عبد الله الطبية الذي كان على أهبة الاستعداد وتم قبول الحالة ونقلها بالإسعاف إلى المدينة الطبية حيث قام كل من رئيس قسم الأشعة التداخلية والقسطرة الدكتورة نهى غزيز و الدكتور المأمون جستنيه باستقبال الحالة والقيام بعلاج المريضة عن طريق إدخال قسطرة من شريان الفخذ و حقن الصبغة، والتي أظهرت وجود نزيف من الرحم بسبب تشوهات وعائية تمثلت في اتصال الشرايين بالأوردة دون المرور بالشعيرات الدموية. وقرر الفريق الطبي إغلاق هذه القنوات بحقن مواد مخثرة من خلال القسطرة و تمت السيطرة على النزيف و تحسنت حالة المريضة وتم بعد ذلك متابعة المريضة في عيادة الأشعة التداخلية و تصويرها بالرنين المغناطيسي و الذي اظهر اختفاء تلك القنوات كليا و شفاء المريضة ولله الحمد والمنة، وبشكل طبي يحدث النزف الرحمي بشكل رئيسي من مكان ارتكاز المشيمة. ويعد النزيف الحاد بعد الولادة من الأعراض الخطيرة التي قد تؤدي للوفاة بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم. ومن الأسباب المؤدية لذلك عدم تقلص الرحم بالشكل الطبيعي، وتشوهات المشيمة، واحتجاز جزء منها داخل الرحم، وغير ذلك من الأسباب. كما يمثل العلاج بالقسطرة واحدا من أهم التطورات الطبية في علاج هذا النوع من الحالات حيث أن التأخر في التشخيص قد يجبر الطبيب المعالج على استئصال الرحم، أو قد يؤدي للوفاة.