لم يكن غريباً الإقبال الكثيف الذي شهده معرض الصقور والصيد السعودي، حيث توافد زواره على أجنحة مستلزمات الصيد والأسلحة والتجهيزات الخاصة بهواة الرحلات البرية والصيد، ومعارض وأجنحة بيع الصقور وأدوات صيدها. ولم يكن الصقر محبوباً لدى هواة الصيد والفروسية ورحلات السفاري البرية فقط، حيث كان ارتباطه وثيقاً بالشعر، فهو أحب الطيور إلى الشعراء، ودائماً ما يستشهدون بشجاعته المقرونة بالجمال والذكاء، والممزوجة بالصبر وتحمل العناء، ففيه قال الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري: طير السعد من كفه الدم شلال بالمخلب الساطي عطيب المضاريب ولا يغرّك بالرخم كبر الأزوال وكبر النسور المهدفات المحاديب ويهدف المعرض إلى تشكيل حلقة وصل كبيرة تجمع بين الصقارين في المملكة ودول الخليج، بما يعكس اهتمام المملكة بالصقارين والصقور فضلاً عن ترسيخ المفاهيم الثقافية والبيئة عن هذا الموروث الثقافي الأصيل بالمملكة، والمحافظة على الصقور وهواية الصيد بها، ولاسيما أن المملكة تعد إحدى الدول ال11 المدرجة ضمن لائحة "اليونسكو" للدول المربية للصقور، وتعد موطناً لأنواع مختلفة منها، وممراً مهماً لصقور أخرى مهاجرة. ويأتي انطلاق المعرض انعكاساً للاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للحفاظ على التراث وتاريخه ضمن رؤية المملكة 2030، التي أولت اهتماماً خاصاً بقضايا التراث والحفاظ على الهوية الوطنية في دورة تشهد مشاركة عدد كبير ومتنوع من العارضين من مختلف دول العالم، ومشاركات واسعة من شركات محلية وأجنبية في قطاعات متعددة، منها رحلات الصيد بالصقور والسفاري والفروسية والمنتجات والخدمات البيطرية والصيدلانية للصقور، وكذلك الحفاظ على التراث الثقافي والفنون وأسلحة وإكسسوارات الصيد.