كتب الدكتور فهد الطياش في زاويته صورة ذهنية بجريدة "الرياض" مقالة بعنوان "انطباع عن المبعوث الأممي لليمن"، والمنشورة في عدد الثلاثاء الماضي الموافق 19-3-1440ه. وصدرها بتساؤل عريض يدور في فكر كل متابع حول الوضع المأساوي في اليمن، ووجهه إلى أهل اليمن: "ما انطباعاتهم عن كل مبعوث أممي خلال أزمة الميليشيا الحوثية الإيرانية وتقويض الشرعية؟"، ويتبعها بسؤال كمقارنة: "ولماذا نجحت الوساطات الأممية السابقة في اليمن؟"، وعلق الطياش مجيباً: "في اعتقادي أن الانطباع عند أهل اليمن، وعند منظومة دعم الشرعية في التحالف العربي هي فقدان الرجاء في كل مندوب أممي"، وهذا كلام نتفق معه فيه بكل تفاصيله، ثم يسترسل مؤكداً أن مشوار المبعوث يبدأ بالانحياز التام للحوثي، وكأن مهمته هي إطالة أمد هذه الحرب أو إضفاء شرعية على هذه الميليشيا الانقلابية الإيرانية. ويدفعني مقال د. الطياش إلى توجيه حزمة من التساؤلات إلى الأممالمتحدة: ما علاقة إيران وحزب الله بالحوثيين؟ والإجابة يعلمها الجميع وهي علاقة لوجستية وطيدة ينفذ عبرها الحوثيون أجندة إيران التوسعية في اليمن لمسح الهوية العربية، وفتح فروع للحرس الثوري الصفوي وحزب الإرهاب حزب الله في داخل اليمن، وتصبح تابعة لملالي إيران وتحت سلطتهم المطلقة. وينقلنا هذا إلى تساؤل: ما موقفهم من وضع الحكومة الشرعية لليمن بقيادة عبدربه هادي؟ الواضح من تقارير المبعوثين التابعين للأمم المتحدة أن الحوثيين ذوي الأولوية المعتبرة، ومن بعدهم تأتي الحكومة الشرعية وفي حدود هامشية. وهناك سؤال لا يقل أهمية عن سابقيه: ما معايير الأممالمتحدة لمصادر الحقيقة؟ ومن الملاحظ أن المصدر الرئيس للمعلومات هم الحوثيون، وفي ظني أن التقرير يعد سلفا في يد ميليشيا حزب الله ثم يسلمه إلى الحوثي، الذي بدوره يرفقه بتقرير المبعوث، ويرفع كما هو دون مراجعة وتحقق من صحة مضامينه، وهنا علامة تعجب عريضة! وفي تساؤل مهم أيضا: ما صفة الحوثيين السياسية في اليمن؟ وهي يعرفها كل يمني وكل عربي أنهم واجهة سياسية للوجود الإيراني الفارسي في أرض اليمن، وأنهم يمثلون الأقلية في مجموعة قبائل اليمن والجماعات المؤثرة، وأسهم الدعم الكبير من إيران في إمدادهم بالأسلحة والمعلومات الحربية والمال في قمع الشعب اليمني، واضطهاده واعتقال وقتل من يخالفهم، والتحكم في مصير اليمن بما زاد من تدهور الأوضاع الإنسانية بيدهم بمعونة إيران، وما زالوا! والتساؤلات كثيرة وتطول القائمة والمساحة للمقال لا تسمح بمزيد، ونختم بهذا السؤال: ما الحلول التي قدمتها الأممالمتحدة للشعب اليمني؟ والواقع يتكلم: لا شيء يذكر، لا من الأممالمتحدة نفسها ولا من الحوثيين الذين يعتمد عليهم ويعتد بهم ممثلوها، وما في يد الحوثيين إلا التوجه بمزيد من السوء لوضع اليمن وتدهور حياة الإنسان اليمني الرخيص في نظر إيران والميليشيات التابعة له، بينما في الشأن ذاته يهمل عن عمد أهمية دور الحكومة الشرعية بقيادة عبد ربه هادي لصد التجاوزات الغاشمة من الحوثيين، وحرص الحكومة الشرعية على وحدة اليمن واستقراره، وتحسين الأوضاع بدعم لا محدود من دول التحالف العربية الإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية لازدهار وتنمية وتطور وإعمار بلاد اليمن، وبسواعد اليمنيين أنفسهم، وهذا اليوم آت بإذن الله. ولنا كلمة نوجهها إلى الأممالمتحدة، ادعموا توجهات وخطط الحكومة الشرعية اليمنية لأمن بلادهم ونمائه، فالتاريخ لن يسامحكم. *باحث إعلامي